Search
Close this search box.

خليل بيدس .. النكبة نهبت مكتبته ولم تنهب آثاره

ققق

الناصرة – يامن نوباني

لم يكن خليل بيدس، ابن مدينة الناصرة، قد تجاوز الـ33 من عمره حين أنشأ مجلة “النفائس العصرية” التي انطلقت من حيفا ثم انتقلت إلى القدس، وانتشرت في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ونشر في أعدادها كبار المثقفين والأدباء الفلسطينيين والعرب.

ولد بيدس في مدينة الناصرة عام 1875، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 9 شباط، عام 1949 في بيروت.

عُرف بيدس بأنه “رائد القصة القصيرة الحديثة في فلسطين”، إلى جانب اعتباره “أول سفير للأدب الروسي في الثقافة العربية”.

وصدر للمؤلف الباحث جهاد صالح، كتاب عن آثار الراحل بيدس “منشورات المركز الفلسطيني للدراسات والنشر في رام الله عام 2005، ضمن سلسلة رواد الفكر والأدب في فلسطين”، فيما صدر عن دار الفتح للدراسات والنشر في عمان لناصر الدين الأسد “خليل بيدس رائد القصة العربية الحديثة في فلسطين” عام 2009.

بيدس هو مؤلف أول رواية فلسطينية (الوارث 1920)، وناشر أول مجموعة قصصية (مسارح الأذهان 1924).

وبحسب الباحث ناهض زقت، فإن جهود بيدس الإبداعية شملت ميادين متعددة من المعرفة والثقافة: التعليم، والصحافة، والترجمة، والقصة، والرواية، والأحاديث الإذاعية، إضافة إلى دوره النضالي مع الحركة القومية في مقاومة الاحتلال البريطاني ومكانته الاجتماعية والسياسية لدى أبناء الطائفة المسيحية الأرثوذكسية.

ونقلا عن المنصة الرقمية “رحلات فلسطينية” وهي مشروع مشترك بين المتحف الفلسطيني ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، فإن بيدس أولى الهجرة الصهيونيّة اهتمامه مبكّراً ونبّه إلى خطرها.

وعند اندلاع الثورة العربية في حزيران/ يونيو 1916، حُكم عليه بالإعدام، لكنه لجأ إلى البطريركية الأرثوذكسية في القدس، فحمته وأنقذته من المشنقة.

اشترك بيدس في مظاهرة عام 1920 في القدس، وخطب فيها منبهاً إلى خطر وعد بلفور، فاعتقلته السلطات البريطانيّة وأودعته سجن عكا بعد أن حكمت عليه بالسجن خمسة عشر عاماً.

وفي السجن، ألّف كتاباً وصف فيه سجن المستعمِر والأساليب الوحشية التي يعامل بها السجناء الوطنيين، بيد أن المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل، أصدر بعد فترة قراراً بالعفو عنه وعن جميع المساجين السياسيين من عرب ويهود.

عُيّن بيدس، بعد ذلك، معلماً للّغة العربيّة في مدرسة “المطران” (مدرسة السان جورج) بالقدس، وهو منصب ظل يشغله إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1945.

أنشأ بيدس مكتبة قيمة تحوي نفائس المخطوطات والمؤلفات فُقدت جميعها عندما اضطرّ إلى مغادرة منزله بالقدس عام 1948 سيراً على الاقدام متجهاً الى قرية سلوان المجاورة بعد أن احتلت القوات اليهودية حارته، ومن سلوان انتقل إلى عمّان، ومنها إلى بيروت التي توفي فيها سنة 1949 ودُفن فيها.

ترجم بيدس وألف حوالي 44 كتابا، 15 منها ترجمها عن الروسية، وبينها تسع روايات، منها ‘ابنة القبطان’ لبوشكين، إضافة إلى ثلاثة كتب نثرية في التاريخ الروسي، منها كتاب ‘تاريخ روسيا القديم’.

أما في مجال الكتب الموضوعة فألف رواية هي ‘الوارث’ وصدرت عام 1920، ومجموعتين قصصيتين هما ‘مسارح الأذهان’ وصدرت عام 1924، و’ديوان الفكاهة’، وهذه الكتب نشرت متفرقة في ‘مجلة النفائس العصرية’.

وللراحل تسعة كتب في التاريخ وأدب الرحلة منها، كتاب عن ‘تاريخ القدس’ وآخر ‘رحلة إلى سيناء’، وألف بيدس في مجال الكتب المدرسية ثمانية كتب منها ‘الكسور العشرية’ و’الكافي في الصرف’.

ويشير ‘دليل الكتاب العربي الفلسطيني’، إلى أن بيدس كان في حوزته في فترته الأخيرة، ستة كتب معدة للطباعة، بينها ‘معجم كبير’، غير أن نكبة عام 1948 وسرقة مكتبته، حالا دون طباعتها.

آخر الأخبار

أحدث البرامج