Search
Close this search box.

الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية

التعريف بالهيئة:

“الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية” مؤسسة وطنية عامة، تشكل جزءًا أساسيًا وهامًا في البنية الوطنية العامة للمجتمع الفلسطيني، على طريق تلبية حقوقه الأساسية في التحرر والاستقلال وقيام دولته المستقلة على أرض الوطن. 

وقد وردت مشروعية إقامة الهيئة، فلسطينيًا، بقرار يحمل رقم(4566) الصادر بتاريخ 6/7/1993 عن سيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ كما وردت مشروعية الحق الفلسطيني في امتلاك محطتي بث إذاعي وتلفزيوني في إحدى بنود اتفاقية “إعلان المبادئ” الموقعة بين “منظمة التحرير الفلسطينية” والحكومة الإسرائيلية، يوم 13 أيلول 1993، مؤكدة بذلك على أهمية قيام الهيئة؛ لتلعب دورها الهام في بناء الاستقرار والسلام العادل والشامل. 

وترمي الأهداف المنشودة بدعم عملية السلام، وتلبية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، إلى تعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط؛ ما يتطلب مساهمة هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، بإبراز الهوية الوطنية والموحدة للشعب الفلسطيني، وتعزيز حريته واستقلاله، وتبوئه مكانته المادية والروحية في المنطقة، وعلى الكرة الأرضية بشكل عام. 

وتعتمد الهيئة في تنفيذ خدماتها العامة على الديمقراطية، والانفتاح الفكري، والتعددية، وعمق تراث وحضارة الشعب الفلسطيني الأصيلة. 

الرؤية :

ثمة حاجة لإعادة بناء وتماسك المجتمع الفلسطيني، من خلال  تطوير القدرات، وتشكيل الوعي الجمعي والفردي؛ ليصبح قادراً على الصمود، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وبناء الدولة.

وانطلاقاً من الوعي بمتطلبات الإعلام الجديد، والتطور المعرفي والتقني؛ فإن هيئة الإذاعة والتلفزيون تقدم نفسها كوسيلة إعلام للوطن والمجتمع؛ تطرح القضايا المختلفة بمسؤولية وشفافية، وتستجيب لحقيقة الانتقال إلى طور السلطة والدولة. 

تلتزم الهيئة بالتعدد الثقافي والسياسي، وحرية التعبير والانفتاح؛ وذلك انسجاماً مع البرنامج السياسي والنظام الأساسي ووثيقة إعلان الاستقلال وتراث الشعب الفلسطيني وثقافته الوطنية. 

وتعنى الهيئة بالشؤون الفلسطينية في الداخل والخارج، وتطرح قضايا المجتمع بموازاة الهم الوطني، وتستوعب استحقاقات التغيير والتحولات، وتولي أهمية لاحترام القانون والنظام والعمل المنتج؛ كما تضع في مركز اهتماماتها اكتساب مصداقية وثقة الفئات الأوسع من المجتمع، من خلال تقديم المعلومة، ومساءلة الذين في موقع صنع القرار؛ ورفع شعارات السرعة والدقة والموضوعية أثناء نقل الوقائع ومعالجتها. 

وترى الهيئة أن رافعة عملها الكبرى، هي المستوى الثقافي الذي يضم أبرز المثقفين والمبدعين والمفكرين والفنانين، الذين يساهمون في وضع البرامج وإطلاق الحوار. 

والهيئة معنية بمشاركة كافة ألوان الطيف السياسي، والمجتمع المدني، في أداء رسالتها الإعلامية؛ وستكون بوصلتها المصلحة الوطنية العليا وحاجة المجتمع.  وهي تعارض كل نزوع  للسيطرة على الإعلام الرسمي، وكل محاولة لوضعه في قالب أيديولوجي شمولي تعصبي.  وتؤكد  حرصها على استمرار أداء رسالتها  كإعلام  وطن ومجتمع، رسالة لا تتغير بتغير الاتجاه المركزي في الدولة والمنظمة. 

أهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية :

إبراز المعالم الثقافية والحضارية للشعب الفلسطيني، والمساهمة في تطويرها وتبادل نشرها على أوسع نطاق، مع مختلف ثقافات العالم وحضاراته. 

توحيد الخبرات الفلسطينية الإبداعية والمكتسبة التي أفرزها الواقع الفلسطيني، بما يتلاءم وإراداته الوطنية القومية والحضارية؛ والاستعانة بكل قدرات شعبنا الإبداعية. 

توثيق وتوطيد علاقات شعبنا الفلسطيني على كافة المستويات والأبعاد بين شرائحه المختلفة من ناحية؛ ومع الوطن العربي، وشتى الأقطار والأمصار، من ناحية أخرى.  

 مواكبة تطور الوطن والمواطن الفلسطيني في مختلف مناحي الحياة، اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وحضاريًا؛ والعمل على رفع درجة تبادل التنمية في الوطن مع مثيلاتها في دول العالم وشعوبه؛ بما يخدم تواصل نمو هذه المناحي، وثبات مراكزها بين شعوب ودول العالم.  

 مخاطبة الرأي العام الفلسطيني في الوطن والخارج.  

 إطلاع المواطنين على توجيهات وقرارات دولة فلسطين في السلطات القضائية والتشريعية والاجتماعية والسياسية؛ للارتقاء بدورهم المشارك والفعال في عملية بناء الدولة والمجتمع، على أسس الديمقراطية والتعددية والانفتاح البناء. 

التمسك الثابت المنسجم مع تقاليد شعبنا بحرية الرأي والتعبير والنشر والبث؛ والتأكيد على حقوق الإنسان الفلسطيني؛ وضمان حقه الطبيعي بممارسة هذه الحقوق، والتي أقرتها المواثيق العربية والدولية، التي وافقت عليها مؤسسات شعبنا الدستورية الرسمية في منظمة التحرير الفلسطينية. 

التركيز على الاهتمامات الإنسانية، كمبادئ الأديان السمحة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحماية المواطن وحقوقه الإنسانية الطبيعية.  

 الحرص والحفاظ على تميز الشخصية الوطنية الفلسطينية عبر البرامج الاجتماعية والثقافية؛ ومنع إحداث أضرار تمس فئات المجتمع المختلفة. 

قانونياً:

إصدار قانون ينظم عمل الهيئة كمؤسسة عامة، ذات استقلال ذاتي ولائحة إدارية ومالية تنسجم مع وظيفتها وتوجهاتها. 

توحيد الإطار القانوني الناظم لـ”قطاع المرئي والمسموع”، من خلال إيجاد  بيئة قانونية تتعامل مع “حرية التعبير والوصول إلى المعلومات” كحق طبيعي لكل مواطن، وقانون حقوق “الملكية الفكرية”، والالتزام باحترامها وتطبيقها ووضع حد للانتهاكات. 

وضع نظام داخلي للهيئة، يتعامل مع المسمى الوظيفي الفعلي (مذيع، مصور، مخرج، مهندس، مدير فني، مقدم برامج. .  .  الخ)؛ والاحتفاظ بالحقوق التي يؤمنها قانون الخدمة المدنية للعاملين؛ وتوفير الحصانة الكاملة للعاملين في مجال الإعلام. 

اعتماد مدونة السلوك الخاصة بالإعلاميين في إطار “هيئة الإذاعة والتلفزيون” ومختلف العاملين في إطار الإعلام، وبخاصة البند الذي ينص على عدم التشهير أو التحريض على العنف والكراهية ضد أي شخص أو مؤسسة، على أساس الجنس أو العرق أو الدين أو الانتماء السياسي. 

إدارياً:

يشرف على الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف الذي تقلد هذا المنصب بقرار من الرئيس محمود عباس في يناير 2016 حتى الآن

مالياً:

البحث في صيغة مستقلة، لتأمين الدعم المالي للهيئة، من خلال ضريبة خاصة تضعها السلطة على المواطنين؛ هذه الصيغة تجعل الهيئة معنية باحترام دافع الضرائب، وتلبية حاجاته والارتفاع بذائقته. 

التعاون مع مؤسسات الإنتاج والشركات الخاصة، وإبرام الاتفاقات معها.  

 إخضاع الهيئة لرقابة ديوان الرقابة المالية والإدارية، ولجان الرقابة المنبثقة عن المجلس التشريعي. 

سياسياً:

رفض القيود التعسفية الإسرائيلية التي تحد من قدرة الإعلاميين، وبخاصة الحظر على جميع الإعلاميين في قطاع غزة الدخول إلى الضفة الغربية ومدينة القدس؛ وكذلك وصول جميع الصحافيين من الضفة والقطاع إلى مدينة القدس، إلا في حالة الحصول على تصريح؛ فالاعتداء على الصحافيين واعتقالهم وتعذيبهم والتعامل معهم بسياسة الترهيب والترغيب؛ وإغلاق المؤسسات الإعلامية، ومنع وصول الصحف أو حظرها، ومنع عمل المراسلين أو التغطية الإعلامية للأحداث- تشكل انتهاكات تُضيِّق الخناق على الإعلاميين، وتحرم المجتمع من أبسط حقوقه في المعرفة والرقابة عبر الإعلام الوطني. 

إن الاستقلال الذاتي، والرقابة المجتمعية، والتنظيم المؤسساتي؛ بالإضافة إلى حرية تعبير شاملة مقترنة بإرادة التغيير- هي عوامل مجتمعية، تؤدي إلى النهوض بالهيئة وقطاع الإعلام الوطني بأسره. 

الإذاعة الفلسطينية

الإذاعة الفلسطينية قبل عام 1948 :

بدأ الإعلام بأخذ دوره الفاعل، في ظل الإمبراطورية العثمانية؛ ففي عام 1909م، ومع صدور أول قانون للمطبوعات والنشر، سمح بصدور العديد من المطبوعات والنشر التي أخذت دورها في عملية التوعية والتثقيف؛ ورغم توقف معظمها أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى؛ إلا أن هذا القانون فتح المجال للعمل الصحفي والإعلامي.

ولما وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، بعد قرار مجلس عصبة الأمم عام 1922م، تم إنشاء “محطة الإذاعة الفلسطينية”، التي تعد  ثانية الإذاعات العربية عام 1936م، بعد الإذاعة المصرية عام 1934م.   وأشرفت عليها بريطانيا (الدولة المنتدبة)؛ ولكن هذه الإذاعة كانت في الحقيقة هي إذاعة “صوت فلسطين”؛ وليس الانتداب؛ وأصبحت الإذاعة هي إذاعة القدس التي تشكل ضمير العرب والمسلمين؛ لوجود قبة الصخرة والمسجد الأقصى، بما لهما من مكانة دينية مقدسة لدى العرب والمسلمين؛ وكنيسة القيامة التي لها مكانة دينية مرموقة، وقدسية عظيمة في ضمير العالم المسيحي.  وكانت الإذاعة الفلسطينية  “هنا القدس”، التي بدأت بثها في 30/3/ 1936 في القدس، تنقسم إلى ثلاثة أقسام: عربية، وإنجليزية، وعبرية؛ وتتحدث باللغات الثلاث (وهو النظام المعمول به في الإذاعات: المصرية، والعراقية، والهندية؛ وجميع الإذاعات الخاضعة للاستعمار البريطاني).

وقد عرفت فلسطين قبل عام 1948 أشكالاً من الإذاعات مثل: “هنا القدس” كإذاعة رسمية، و”إذاعة منظمة المجاهدين الفلسطينيين” (وهي إذاعة سرية)، و”إذاعة الشرق الأدنى” التي كانت الإذاعة الدولية التي تبث من فلسطين (يافا).  وأُنشئت في فلسطين محطة إذاعة سميت بـ”إذاعة الشرق الأدنى”، ومقرها  في يافا في العام 1942؛ وتعين الضابط البريطاني شمس الدين مارساك، الذي اعتنق الدين الإسلامي، مديراً لها منذ تأسيسها وحتى العام 1944.  وكانت بريطانيا قد مارست سياسة اضطهاد وتنكيل بالفلسطينيين خلال إضراب عام 1936 وما بعده؛ فأرادت من وراء إنشاء إذاعة الشرق الأدنى ” تعزيز العلاقات البريطانية العربية، وترميم ما أصابها من عطب، بسبب سياسة القمع التي انتهجتها حكومة الانتداب ضد الشعب الفلسطيني، لإخماد الثورة الكبرى 1936/1939. 

كانت الإذاعة الفلسطينية “هنا القدس”، النواة الأولى لما جاء بعدها من إذاعات فلسطينية في مختلف مراحل الصراع العربي الإسرائيلي، والتي انتشرت في بلاد عربية عديدة بعد النكبة عام 1948م؛ وهو العام الذي قامت فيه دولة إسرائيل على أرض فلسطين، بعد أن طردت معظم المواطنين الفلسطينيين من بلادهم؛ فأصبحوا لاجئين في الدول المجاورة، وتشتتوا في بلاد الدنيا.  ولا تزال مشكلتهم قائمة حتى الآن، رغم صدور العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إعادتهم إلى ديارهم؛ وترفض إسرائيل تنفيذ القرارات الدولية بخصوصهم.  وربما يتساءل البعض عن أهداف دولة الانتداب البريطاني من وراء إنشاء “محطة الإذاعة الفلسطينية”؛ فقد لوحظ أن من أهم هذه الأهداف: أن دولة الانتداب أرادت أن تؤثر إعلامياً على سكان فلسطين والمناطق المجاورة؛ لترويج سياستها في المنطقة، بما يضمن مصالحها.  وفي 24/4/1948 انتقلت الإذاعة الفلسطينية من القدس إلى رام الله؛ على إثر سقوط الجزء الغربي من القدس.  وكانت رام الله مركز محطة الإرسال للإذاعة الفلسطينية؛ وظلت تبث حتى توحيد الضفتين (الشرقية والغربية) لنهر الأردن باسم “المملكة الأردنية الهاشمية” سنة 1950م. 

الإذاعة الفلسطينية بعد عام 1948 :

عندما تشرد الشعب الفلسطيني عام 1948 من وطنه وقامت دولة إسرائيل على أرضه، تبقى من أرض فلسطين التاريخية والجغرافية منطقتان بيد الفلسطينيين، وهما: قطاع غزة، والضفة الغربية؛ وأصبح قطاع غزة تحت إدارة الحكومة المصرية، التي قامت برعاية شؤون السكان؛ أما الضفة الغربية، فقد تم ضمها للأردن، وسميت، مع الضفة الشرقية، “المملكة الأردنية الهاشمية” عام 1950م؛ فأصبحت الإذاعة تبث من رام الله، في الضفة الغربية، لتكون هي إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمان والقدس؛ حيث عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية؛ والقدس عاصمة فلسطين، بعد أن سقط الجزء الغربي منها بيد المحتلين اليهود عام 1948م، وبقي الجزء الشرقي منها ضمن المملكة الأردنية الهاشمية. 

وانتقلت الإذاعة الفلسطينية إلى الإذاعة الأردنية، وتم افتتاحها كإذاعة أردنية أول مارس 1959م، من العاصمة عمان.  وبعد سقوط باقي الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب حزيران عام 1967م، صمت البث من محطة الإذاعة في رام الله، واستمر بث إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمان؛ في حين لم يكن هناك أي بث إذاعي من قطاع غزة أثناء الإدارة المصرية؛ وقد استمرت هذه الإدارة منذ العام 1948 وحتى حرب حزيران عام 1967م، حيث ساد الاحتلال الإسرائيلي. 

الإذاعة الفلسطينية ومنظمة التحرير :

انعقد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس في الفترة من 28/5 إلى 2/6/في العام 1964، وحضرته وفود عن الدول الممثلة لجامعة الدول العربية، وافتتحه الملك حسين (ملك المملكة الأردنية الهاشمية)، الذي توفي عام 1999م، بخطاب ألقاه فيه.  وانتهى المؤتمر بمجموعة من القرارات أهمها: إعلان قيام منظمة التحرير، وتحديد أجـهزتها ومؤسساتها اللازمة للعمل ومباشرة المهام، ومنها: إنشاء محطة إذاعية في القاهرة باسم “صوت فلسطين صوت منظمة التحرير الفلسطينية”؛ والتي بدأت بثها الفعلي في الأول من مارس عام 1965م، لتعيد ما انقطع من البث الإذاعي الفلسطيني؛ بحكم العدوان الآثم على فلسطين، وما اصطلحنا عليه بـ”النكبة” في مايو 1948.  وظهرت إذاعة فلسطين في إطار إذاعة “صوت العرب” المصرية، وانتشر صوت فلسطين ضمن برامج عدد من الإذاعات في عدد من الأقطار العربية، خاصة المضيفة للاجئين الفلسطينيين؛ كما ظهر صوت فلسطين من خلال إذاعات مستقلة كصوت ناطق باسم “منظمة التحرير الفلسطينية” في عدد من الدول العربية خاصة الأردن وسوريا ولبنان. 

الإذاعة الفلسطينية بعد اتفاقيات أوسلو :

عادت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأجزاء المحررة من أرض فلسطين بعد اتفاقيات “أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل؛ وبسطت نفوذها على أجزاء من الأراضي الفلسطينية، التي أصبحت تحت مسئولية السلطة الوطنية الفلسطينية، التي سعت إلى إنشاء وزارات ومؤسسات حكومية متعددة ولازمة لإدارة شؤون البلاد والسكان في هذه الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات؛ بحيث يتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية عام 1999م؛ أي بعد خمس سنوات من توقيع الاتفاقية التي اعتبرت انتقالية.  ومرت السنوات الخمس، وحتى الآن لم تنفذ الاتفاقيات.  وكان الإعلام من ضمن ما اهتمت به السلطة الوطنية الفلسطينية؛ لذا أنشأت هيئة الإذاعة والتلفزيون في 13/9/1993؛ فبدأت “إذاعة فلسطين” بثها التجريبي يوم 2/7/1994م بخطاب للرئيس ياسر عرفات، ثم ابتدأ البث الرسمي مع بداية شهر أكتوبر عام 1994 بنشرات الأخبار والبرامج من إنتاج محلي في استوديوهات أريحا.

 وقد تسلمت هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في 24/12/1995 موقع الإرسال الإذاعي التاريخي في رام الله “، الذي دمره الاحتلال عندما اجتاحت قواته مدينة رام الله في 19/1/2002. 

أما في قطاع غزة، فقد تم إنشاء محطة إذاعية ثانية تابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وهي “صوت فلسطين، البرنامج الثاني” وبدأت  بثها الرسمي بتاريخ 30/3/2000 م، بمناسبة العيد الوطني (يوم الأرض)؛ وبساعات بث يومي بلغت 17 ساعة. 

وتمر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، كأحد أعمدة الدولة الفلسطينية، في مطلع عام 2015م، بالمرحلة التأسيسية لإنشاء أول شبكة إذاعية في الوطن، فضلًا عن إحداث خاصية مشغل الديجيتال، ذي التقنية المتطورة. 

كما تجدر الإشارة إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية أعطت الفرصة لحرية الرأي والتعبير، من خلال حق الأفراد والمؤسسات في إنشاء إذاعات خاصة؛ ولذلك انتشرت مجموعة من محطات البث الإذاعي الخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ وهي تقوم بدور هام في الإعلام الفلسطيني والتثقيف والتوعية الجماهيرية.

تردد إذاعة صوت فلسطين:

   المنطقة

التردد

رام الله بيت لحم والقدس المحتلة

70. 90 FM

نابلس والخليل وأريحا وقطاع غزة

40. 99  FM 

جنين ومناطق الشمال 

89.30             FM

التلفزيون الفلسطيني

لم يكن لفلسطين بث تليفزيوني حتى عام 1994؛ فتوجه الاهتمام مبكراً إلى الإذاعة التي تحتاج إلى طاقات بشرية محدودة وإمكانيات وتجهيزات أقل تكلفة، يسهل نقل أجهزتها من مكان إلى مكان؛ بعكس البث التلفزيوني، خاصة الفضائي، الذي يلقى رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة؛ بفعل الانطلاقة العلمية الواسعة في علوم الاتصالات والأقمار الاصطناعية؛ كما إن حالة التشتت للفلسطينيين في البلاد المجاورة|، بفعل اغتصاب وطنهم، وطردهم من بلادهم؛ كانت السبب الرئيس في عدم تمكنهم من إنشاء تليفزيون فلسطيني، خاصة وأنهم كانوا ثاني دولة عربية في إنشاء الإذاعة. 

ظهرت التجربة الأولى للفلسطينيين في مجال التليفزيون على أرض فلسطين، بظهور أول تليفزيون فلسطيني بدأ بثه في سبتمبر1994م، بعد تجارب أو معاناة طويلة وقاسية في التفاوض للحصول على موجات البث التليفزيونية.

وقد أنشئت محطة الإرسال بمساعدة فنية فرنسية، واستطـاعت إقامة محطات إرسال على تلـة المـنطار المـشهورة فـي غـزة على تردد 31 ـUHF” (16) ؛ ثم بدأت الفضائية الفلسطينية عملها في 30/3/2000م، وأدت دوراً بارزاً في فضح ممارسات الاحتلال والعدوان الإسرائيلي أثناء انتفاضة الأقصى، التي بدأت عام 2000؛ وقد قامت طائرات الاحتلال بقصف موقع المنطار للبث الإذاعي والتليفزيوني في 20 نوفمبر عام 2000م، ودمرت المكان؛ وأعيد البث بعد فترة وجيزة من مكان آخر. 

وتعد تجربة التليفزيون الفلسطيني والفضائية الفلسطينية جديدة على العمل الإعلامي الفلسطيني وكوادره؛ في ظل التسابق العلمي والعالمي في التقنيات والإمكانيات.  ويلاحظ بوضوح حجم العبء والمسؤوليات الملقاة على عاتق القائمين على هيئة الإذاعة والتليفزيون، الذين يتحملون عبئاً ليس بالهين في ظروف الحصار والإغلاق وقلة الموارد المالية، ويقومون بدور بارز في شرح حجم المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون من الاحتلال في حياتهم اليومية في مختلف المجالات. 

وقد تمركز العمل في التلفزيون في مبنى “هيئة الإذاعة والتليفزيون” في رام الله  في إبريل من عام 1995م، وبنيت استوديوهات في رام الله وأريحا، وبدأ البث التليفزيوني التجريبي من استوديوهات أريحا، في شهر حزيران 1995م. 

وفي الأول من حزيران 1995م، انتقل البث إلى استوديوهات الهيئة في رام الله؛ وبدأ البث التليفزيوني الصباحي في 9/11/1996 على مجموعة من موجات UHF حسب المحافظات. 

وتطور البث التليفزيوني بعد أن بدأ العمل في الفضائية الفلسطينية؛ لمواكبة التطور العلمي، والرغبة في توصيل الرسالة الإعلامية الفلسطينية إلى الفلسطينيين في الشتات، وفضح ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلى خارج نطاق حدود الأراضي الفلسطينية؛ فبدأ “البث التجريبي على القمر المصري نايل سات 101 في يناير 1999، وبإشارة اختبار حتى 6/2/1999م، وبدأ بثاً تجريبياً آخر على القمر الصناعي العربي “عربساتA3” بتاريخ 23/6/1999م، ثم بدأ البث الرسمي على القمرين في 3/7/1999 وزاد نطاق التغطية ليشمل الأمريكتين على القمر TELESTARS لأمريكا الشمالية؛ وعلى القمر  INTELSAT  لأمريكا الجنوبية، وذلك أوائل شهر يوليو 1999م.

وتوحد بث محطة التليفزيون الفلسطيني مع الفضائية الفلسطينية منذ بدء انتفاضة الأقصى، لمتابعة الأحداث المتلاحقة ونقلها إلى العالم، لشرح وتوضيح الحقائق التي تدور على الأرض الفلسطينية؛ فكان للتليفزيون الأثر الكبير في تحشيد الرأي العام العربي والدولي ضد الاحتلال والوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية المشروعة التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية. 

ولتعزيز هذه التجربة الرائدة للفضائية الفلسطينية، وبالرغم من الصعوبات المالية والفنية للحاق بركب الإعلام الحر وتكنولوجيا الاتصالات، في ظل هذا التسابق الحادث للوصول إلى الرأي العام العربي والدولي- كان افتتاح قناة “فلسطين مباشر” بتاريخ؛ وسرعان  ما لحقت بركبها قناة “فلسطين الرياضية”.  وواكب ذلك، النهوض بمستوى العاملين في هذه الهيئة من خلال الدورات، وورش العمل، والتدريب، والتعليم، والمتابعة الدائمة؛ والعمل على استقطاب الكفاءات الإعلامية والفنية الفلسطينية، لتتوج هذه الجهود بإطلاق باقة جديدة تشمل قناة “فلسطين الإخبارية” وقناة “فلسطين48” التي خصصت لمتابعة شؤون فلسطيني الداخل عبر القمر الصناعي الفلسطيني “بال سات”؛ لتحرر فلسطين من التبعية الاقتصادية والملكية الفكرية لأي طرف كان؛ وذلك حين افتتح الرئيس محمود عباس المقر الجديد لـ”هيئة الإذاعة والتلفزيون” في مدينة رام الله بتاريخ 4/2/215م، مقرنًا ذلك بالمرسوم الرئاسي الذي أعلن تشكيل “هيئة الأقمار الصناعية الفلسطينية”؛ لتمثل علامة فارقة في تاريخ  “هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني”؛ ليكون تلفزيون فلسطين المنبر الذي ينقل للعالم صورة واضحة عن فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وممارساته اللا إنسانية اليوميـة. 

ولعل المتابع لباقة هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، يجد التمايز الجذاب الذي يجمع ما بين “قناة فلسطين” العامة المنوعة، و”قناة فلسطين مباشر” لتغطية كافة الفعليات في فلسطين؛ وقناة “فلسطين الرياضية” التي تتابع الأحداث الرياضية الفلسطينية.  هذا التنوع الذي راعى أذواق المتلقيين الفلسطينيين والعرب؛ بل أطلقت  باقة جديدة تشمل “قناة فلسطين الإخبارية” و”قناة مساواة” التي خصصت لمتابعة شؤون فلسطيني الداخل.

 ومشروع الحيز الفضائي بال سات، الذي يجعل فلسطين شريكة في قمر صناعي وتستطيع بموجبه توفير خدمة البث الفضائي لقرابة 18 قناة، لتحرر فلسطين من التبعية الاقتصادية والملكية الفكرية لأي طرف كان، يشكل هذا المشروع نقلة نوعية في مجال البث الرقمي، وله طابع استثماري ومردود مالي من خلال توفير خدمة البث لفضائيات خارجية ومحلية.