Search
Close this search box.

منزل الأحلام.. أثرٌ بعد عين

y

طوباس – إسراء غوراني

كان المواطن إسماعيل طالب من قرية العقبة إلى الشرق من طوباس يسابق الأيام لإتمام بناء منزل أحلامه، غير أن رأيا آخر كان للاحتلال، بعد أن سوته جرافاته بالأرض.

هناك على شفا الأغوار الشمالية، حيث تقع قرية العقبة، كانت أنياب الجرافات “تنهش” واجهات المنزل قيد الإنشاء، وكان الجنود المسلحون بالبنادق والهراوات يطوقون المنطقة ويمنعون المواطنين من الاقتراب.

صاحب المنزل إسماعيل طالب وهو أب لسبعة أبناء، لم يكن موجودا عند استهداف قوات الاحتلال منزله، غير أن شقيقه ياسين الذي كان على مقربة، فتصدى للجنود محاولا منعهم من الهدم، قبل أن يتم اعتقاله والاستيلاء على سيارته وإكمال عملية الهدم.

خلال أقل من ساعة، كانت آليات الاحتلال قد سوّت المنزل (220 مترا مربعا) بالأرض وأصبح أثرا بعد عين !

“شقيقي يعمل منذ فترة على بناء هذا المنزل ويبذل كل طاقته لإنهائه ليسكنه مع زوجته وأبنائه السبعة في أقرب وقت ممكن، وقد كلفه حتى الآن ما يزيد عن 60 ألف شيقل، لكن منزل أحلامه ذهب أدراج الرياح”، قال إبراهيم علي شقيق صاحب المنزل لـ”وفا” حيث بدا شاحب الوجه لما آل إليه حال المنزل.

مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، أوضح أن قوات الاحتلال كانت قد أخطرت بهدم المنزل مؤخرا تحت بند 1797، وهو إخطار يخول بهدم المبنى المخطر خلال 96 ساعة، وبعد ذلك قدمت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ومحافظة طوباس التماسا لوقف قرار الهدم، لكن محكمة الاحتلال العليا رفضت الالتماس يوم الجمعة الماضي وأقرت الهدم.

وأضاف أنه لا يوجد أمام مواطني الأغوار بعد إخطار منازلهم ومنشآتهم إلا التوجه إلى “المحكمة العليا للاحتلال” على أمل إصدار حكم بوقف قرار الهدم، لكن “العليا” في واقع الأمر هي إحدى أذرع الاحتلال وأدواته المتعلقة بعمليات التهجير والتشريد للمواطنين في الأغوار الشمالية وغيرها من الأراضي الفلسطينية المستهدفة بغول الاستيطان.

وأكد بشارات أن المنزل الذي هدمته قوات الاحتلال اليوم مقام على أراض مملوكة ومطوبة بأسماء أصحابها، كما أنه حاصل على ترخيص من وزارة الحكم المحلي.

وتبلغ مساحة قرية العقبة ثلاثة آلاف دونم، فيما يبلغ عدد سكانها الإجمالي حوالي 300 نسمة، ووفقا للناشط الحقوقي عارف دراغمة، الذي أشار إلى أن العديد من المنازل والمنشآت في القرية أخطرت بالهدم على مدار السنوات الماضية، موضحا أن عملية الهدم التي تمت اليوم في القرية هي الأولى منذ عامين.

ووفقا لدراغمة، بلغت عمليات الهدم خلال العام المنصرم (2021) في مناطق الأغوار كاملة (الشمالية والوسطى والجنوبية) 370 عملية هدم لمنشآت وأبنية وخيام سكنية وحظائر ماشية.

وتشير إحصائيات مركز أبحاث الأراضي إلى أن عدد المساكن التي هدمها الاحتلال بمحافظة طوباس والأغوار الشمالية عام 2020 بلغ 25 مسكنا، يقطنها 126 فردا منهم 54 طفلا، كما بلغ عدد المنشآت الأخرى التي هدمها في المحافظة 133 منشأة تضم ملاحق سكن، ومنشآت زراعية، وحظائر ماشية، وآبارا وبرك مياه.

وجاء في تقرير نشره مركز معلومات الاحتلال لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) خلال عام 2020: “حتى نهاية تشرين الثاني 2020 ما لا يقلّ عن 919 فلسطينيّاً فقدوا منازلهم، من بينهم 460 قاصراً على الأقلّ.

وللمقارنة، خلال عام 2019 كلّه بلغ عدد من فقدوا منازلهم 677 فلسطينيّاً، وفي 2018 كان العدد 397، وفي 2017 كان العدد 521. كذلك هدمت إسرائيل خلال عام 2020 مباني ومرافق غير سكنيّة بلغ عددها 330 بما في ذلك مرافق حيويّة للعيش الإنسانيّ مثل الآبار وشبكات المياه والكهرباء.

بعض المنازل التي هُدمت كانت قيد الإنشاء ولم ينتقل أصحابها للسّكن فيها بعد”.

ووفقا للتقرير ذاته: “يواظب الاحتلال على تطبيق سياسة التهجير القسريّ المدعّمة بقرارات محاكم الاحتلال- وخاصّة المحكمة العليا – وسط ردود فعل باهتة من طرف المجتمع الدولي”.

آخر الأخبار

أحدث البرامج