Search
Close this search box.

صدام حسين.. اعدام عند الفجر

257873575_6564606976942574_9124629997494260818_n

الحارث الحصني- كان المشهد في الساحة الأمامية لغرفة غسيل الموتى في المستشفى التركي الحكومي في طوباس، صاخبا، ذلك أن هتافات المتواجدين في ساحة الانتظار كانت تطغى على المكان.

في اللحظة تلك، كانت وفود المواطنين تقترب نحو مدخل الغرفة، وهو مكان تجمع الشبان الغاضبين على جريمة الاحتلال التي أدت الى استشهاد الشاب صدام حسين بني عودة (26 عاما) من بلدة طمون جنوب طوباس.

وبني عودة شاب يمتهن الزراعة، أصابه الاحتلال خلال مواجهات في طوباس، برصاصة حية أطلقها عليه جنود الاحتلال اخترقت كتفه الأيسر والقلب واستقرت في رئته اليسرى.

يقول حسين غسان، وهو شاب كان رفقة الشهيد صدام لحظة استشهاده: “ركن مركبته جانبا بالقرب من آليات الاحتلال، وترجل منها، مباشرة رأينا صدام قد سقط أرضا”.

ويضيف الشاب الذي بدت عليه علامة الذهول والصدمة: “أدركنا أنه استشهد”.

مصادر طبية قالت إن الشاب وصل المستشفى مستشهدا، وكل محاولات إنعاشه باءت بالفشل.

وفي أقوال أكثر وصفا، قال أحد الشبان (..) ممن كانوا برفقة الشهيد بني عودة لحظة استشهاده: “عندما أوقف الشهيد مركبته التي كان يقودها بدأ جنود الاحتلال بتوجيه أضواء الليزر نحونا، حينها ترجل من مركبته، فأطلق الاحتلال الرصاص نحوه”.

وتابع: “لحظة سقوط بني عودة أرضا أشار بيده وقد فهمت أنه يريد أن يخبرني بأنه قد أصيب، فانطلقت نحوه مسرعا فوجدته يلفظ أنفاسه الأخيره”.

ويضيف الشاب في سرد التفاصيل: “نقلناه بمركبة تكسي كانت قريبة من المكان، ورغم محاولات الأطباء إنعاشه إلا أنه استشهد على الفور”.

يتفقد عارف دراغمة الصور التي التقطها بواسطة الجهاز اللوحي الذكي (Ipad)، لمدخل الرصاصة التي اخترقت جسد الشهيد بني عودة، وصورا أخرى للأشعة السينية لمكان استقرار الرصاصة داخل جسد الشهيد.

وبدا واضحا من الصور مكان استقرار الرصاصة داخل جسد الشهيد.

قالت مصادر طبية لــ”وفا”: “هذا إعدام متعمد”.

يكرر الكلام ذاته غسان، حينما أخبر مراسل “وفا” أن الاحتلال أطلق النار مباشرة على الشهيد بني عودة فور ترجله من مركبته.

وقبل أن تطل الشمس على مدينة طوباس نهار اليوم الثلاثاء، تلقت عائلة الشهيد اتصالا هاتفيا عن وجود شهيد من طمون في المستشفى.

يقول عزام بني عودة، وهو شقيق الشهيد، أنهم تلقوا عند الخامسة فجرا مكالمة هاتفية من أحد المواطنين يبلغهم بوجود شهيد في المستشفى التركي الحكومي في طوباس، يحمل اسم صدام حسين بني عودة.

ويضيف: “حينما وصلنا المستشفى رأينا أخانا وقد نال الشهادة”.

مواطنون من بلدة طمون قالوا إن الشهيد كان يتواجد في كل المواجهات التي كانت تندلع في طمون وطوباس.

وفور انتشار خبر استشهاد بني عودة، بدأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تنعاه من خلال منشورات وصور له، وأحيانا فيديوهات له في مواجهات سابقة مع الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم الثلاثاء مدينة طوباس، لاعتقال شابين من المدينة وهما أيسر مسلماني، وحمزة دراغمة، تلا ذلك مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

الإعلام العبري تحدث عن استشهاد الشاب بني عودة، وكتبت “يديعوت أحرنوت”: “أسير فلسطيني محرر قتل في تبادل إطلاق نار مع الجيش الإسرائيلي في طوباس”.

لكن شهادة اثنين ممن تواجدوا في المكان أكدوا أن الشهيد بني عودة لم يطلق النار، وأن ما جرى كان عملية إعدام.

دعوات شبابية في طوباس وطمون نادت بإضراب شامل يعم المكانين؛ إكراما لاستشهاد الشاب بني عودة.. وانطلقت مسيرات غاضبة تنديدا بإعدامه.

مئات المواطنين شاركوا في موكب جنائزي مهيب في وداع الشهيد ورددوا هتافات وطنية وأخرى منددة بجرائم الاحتلال.

آخر الأخبار

أحدث البرامج