المفوضية الأوروبية تقترح فرض عقوبات على إسرائيل

 أعلنت عنه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، أنها قدمت اقتراحا للمجلس الأوروبي، طالبته بفرض عقوبات على وزراء متطرفين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنين العنيفين، وتعليق بعض الأحكام الخاصة بالتبادل التجاري في اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل،

كما قررت المفوضية تعليق دعمها الثنائي لإسرائيل، في خطوة تأتي بعد مراجعة امتثال إسرائيل للمادة الثانية من الاتفاقية، حيث خلصت إلى أن إجراءات حكومة الاحتلال الإسرائيلي تشكل انتهاكا لعناصر أساسية تتعلق باحترام مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، ما يخول الاتحاد الأوروبي تعليق الاتفاقية من طرف واحد.

وأفادت بأن هذا الانتهاك تحديدا، يشير إلى “تدهور الوضع الإنساني في غزة بعد التدخل العسكري الإسرائيلي، وحصار المساعدات الإنسانية، وتكثيف العمليات العسكرية، وقرار السلطات الإسرائيلية بتوسيع مخطط الاستيطان في المنطقة المسماة “E1” في الضفة الغربية، ما يعرقل حل الدولتين”.

وقالت فون دير لاين، إنه “يجب وقف هذه الأحداث المروعة التي تحدث يوميًا في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

وأضافت “أن الاتحاد الأوروبي يظل أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية وأشدها تمسكًا بحل الدولتين، انطلاقًا من هذه الملاحظات المبدئية، ومع مراعاة التطورات الخطيرة الأخيرة في الضفة الغربية، نقترح تعليق التسهيلات التجارية مع إسرائيل، وفرض عقوبات على الوزراء المتطرفين والمستوطنين العنيفين، وتعليق الدعم الثنائي لإسرائيل”.

ويشمل التعليق، الأحكام الأساسية المتعلقة بالتجارة في الاتفاقية، ما يعني عمليًا فقدان الواردات من إسرائيل وصولها التفضيلي إلى السوق الأوروبية، وبالتالي، ستخضع هذه السلع لرسوم جمركية بنفس مستوى الدول التي لا تربطها اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي.

ويُعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، حيث يمثل 32% من إجمالي صادرات إسرائيل من السلع في عام 2024، وتُعد إسرائيل الشريك التجاري رقم 31 للاتحاد الأوروبي.

وبلغ إجمالي حجم التجارة بالسلع بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل العام الماضي، نحو 42.6 مليار يورو، فيما بلغت قيمة واردات الاتحاد الأوروبي من إسرائيل 15.9 مليار يورو.

وكشفت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، ومفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، تفاصيل العقوبات المقترحة على إسرائيل خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد في بروكسل، الأربعاء.

وقالت كالاس: “إن هجوم الحكومة الإسرائيلية على غزة تصعيد جديد للحرب، وسيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية”.

وذكرت أنها اقترحت حزمة عقوبات تستهدف وزراء إسرائيليين مؤيدين للتطرف، ومستوطنين مؤيدين للعنف، ومؤسسات تدعم التطرف والعنف، مضيفة أن الهدف من هذه الإجراءات هو تحسين الوضع الإنساني في غزة.

وتابعت كالاس: “المفوضية الأوروبية وافقت على مقترح بتعليق جزئي للامتيازات التجارية”.

بدوره، أفاد سيفكوفيتش، بأنه كجزء من المقترحات، سيتم تعليق الأحكام الأساسية المتعلقة بالتجارة ضمن الاتفاقية الأورومتوسطية للعلاقات مع إسرائيل.

وأضاف: “يستهدف التعليق المقترح المعاملة التفضيلية الممنوحة لإسرائيل، ويشمل ذلك حرية حركة البضائع، وحق تأسيس الأعمال، وتقديم الخدمات، والمشتريات العامة، والمنافسة، وحقوق الملكية الفكرية”.

وأوضح أن هذا الأمر يعني “أن الواردات من إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي ستفقد حقها في الوصول التفضيلي إلى سوق الاتحاد الأوروبي، وستخضع لرسوم جمركية مماثلة لتلك المطبقة على دول أخرى لا تربطها اتفاقية تجارة حرة بالاتحاد الأوروبي”.