استعجلت الرحيل يا حبيبي، كنت أرتب لك أحلامك لأساعدك على تحقيقها كما أرتب خزانة ملابسك وكنت أعد لك طريق الورد كما أعد لك الطعام يوميا ولكنك يا حبيبي استعجلت الرحيل
انتظرتك طويلا يا خليل الروح إلى الحد الذي نسيت كل معتقداتي وآمالي إلا أمل لقائك، وعندما التقيتك خرقت كل سفني التي مرت قبلك انتظرتك طويلا وفارقتني بسرعة كان وجودك خفيف الظل أما فراقك فكان أثقل من جبال العالم.
أعوام من الانتظار الطويل هي قصة زوجين غزيين رزقا بولدهما خليل أبو حمادة “19 عاما” ولكن نهاية القصة كانت فاجعة عندما فقد الأبوين ولدهما الوحيد في قصف اسرائيلي على مدينة جباليا في قطاع غزة.
لطالما حلم الأبوان بتزويج ابنهما الوحيد بسنٍ مبكر لتعوّض الذرية بالأحفاد، فبدأوا بتجهيز غرفة وطقم عريس ليفرحوا بوحيدهما.
الوالدة التي بدأت حديثا عملها كممرضة “قابلة” بعد أن عادت للجامعة في عمر 40 عاما والأب الذي يعمل سائقا عادا وحيدين مجددا ومفجوعين، فرحتهما وأملهما والحلم الوحيد ذهب دون رجعه، وبقيت ذكريات لن تفارق خيالهما، إنها الذكريات التي تقطع قلبيهما لفتات كلما دق ونبض.
خليل روحهما رحل ولحق بجدته “والدة أمه” التي استشهدت في قصف إسرائيلي عام 2003 قبل مولد خليل بثلاثة شهور ليحرم الجدة من أن تشهد ولادة حفيدها خليل.
هذه القصة من آلاف القصص التي حفرها الاحتلال بالدم والوجع في غزة المكلومة التي ترزح تحت قصف الاحتلال لمناطق متعددة في قطاع غزة تستهدف الأبرياء من الأطفال والمدنيين.
33 شهيدا وأكثر من 300 جريحا خلال ثلاثة أيام من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، أجساد رحلت وأخرى لازالت نزفا وقلوب كسرت على الأحباب حزنا.
.مع السلامة وين بدك، لأقعد على دربك وأردك
فيديو: إيناس بكر ، شيرين صوان
نص: مجدولين زكارنة
