غزة: الطبيبة آلاء النجار تفجع بـ9 من أطفالها خلال عملها الإنساني

وفا- لم تكن الطبيبة آلاء النجار تعلم أن وداعها لأطفالها العشرة صباح يوم الجمعة قبل أن تتوجه إلى عملها في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، سيكون الأخير.

فبينما كانت تداوي أطفالا مصابين نجوا من موت محقق بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي، كانت جثامين أطفالها تنقل تباعا إلى ثلاجة الموتى، بأجساد محترقة وممزقة وبعضها دون رؤوس وبلا معالم.

الطبيبة التي أنقذت على مدى أشهر الإبادة الجماعية العديد من الأطفال، وقفت عاجزة عن إنقاذ أطفالها أو لملمة أشلائهم بعدما احترقت أجسادهم وتمزقت بفعل صاروخ إسرائيلي استهدفهم أثناء وجودهم داخل المنزل في منطقة قيزان النجار شرق خان يونس.

الصاروخ الذي أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتمد على “تكنولوجيا عسكرية دقيقة” يعرف من خلالها كل من يوجد في المنزل، سقط على رؤوس أطفال النجار العشرة وزوجها الطبيب حمدي النجار.

يأتي ذلك بعد 3 أيام من دعوة زعيم حزب “زهوت” الإسرائيلي اليميني المتطرف موشيه فيغلين، في حديث للقناة “14” الإسرائيلية، للتخلص من الأطفال والرضع بغزة.

فيغلين، وهو عضو كنيست سابق عن حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: قال للقناة اليمينية: “كل طفل، كل طفل رضيع في غزة هو عدو”، وفق تعبيره.

( Hani Alshaer – وكالة الأناضول )

وقال مجمع ناصر الطبي في منشور إن الطبيبة النجار المفجوعة باستشهاد أطفالها التسعة، تقف أمام قسم العمليات تنتظر مصير الناجي الوحيد من بين أشقائه وزوجها أيضا.

وقالت الطبيبة سهير النجار، ابنة شقيقة الطبيب حمدي، إن الاحتلال تعمد استهداف المنزل الجمعة، حيث قصفه بداية بصاروخ لم ينفجر، فيما ألحقه بعد دقائق بصاروخ آخر انفجر وسوى المنزل بالأرض، فيما لم يعط مجالا لمن بداخله للإخلاء.

وتابعت في حديثها للأناضول، إن الاحتلال الذي يعرف عبر تكنولوجيته أن المنزل يؤوي 10 أطفال أكبرهم بعمر 12 عاما، وأصغرهم بعمر 6 أشهر، وطبيبا يقدم خدمات إنسانية للمواطنين، تعمد قصفه واستهدافه.

وأوضحت بصوت مكلوم، أن طفلا واحدا من بين الأطفال العشرة نجا من هذا القصف الوحشي إذ يمكث حاليا برفقة والده في غرفة العناية المركزة، بحالة خطيرة.

وأكدت أن الأطفال وصلوا إلى المستشفى بحالة صعبة جدا بجثامين متفحمة وبعضها مقطعة أشلاء وبعضها الآخر دون رؤوس.

وأشارت الطبيبة سهير إلى أنهم لم يتمكنوا من وداع الأطفال وتقبيل جباههم للمرة الأخيرة بسبب “وضع الجثامين الصعب.

ولفتت إلى أن طواقم الإسعاف والإنقاذ تمكنت من انتشال 7 من جثامين الأطفال الشهداء، بينما فقد اثنان تحت أنقاض المنزل المدمر.

( Hani Alshaer – وكالة الأناضول )

والجمعة، قالت 80 دولة في بيان مشترك موجه للأمم المتحدة، إن غزة تواجه “أسوأ أزمة إنسانية” منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، محذرة من أن المدنيين بالقطاع يتعرضون لخطر “المجاعة.

وخلفت حرب الإبادة على القطاع أكثر من 176 ألف بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.