بقلم: مجدولين زكارنة –
كانت على بعد أسبوع من زفافها مستعدة أن تحزم أغراضها “جهاز العروس” إلى منزل الزوجية ولكن جرافات الاحتلال كانت أقرب لتدمير فرحة لطالما انتظرتها عروس آل الرجبي التي دمر الاحتلال منزلها صباح اليوم .
لم يمهل الاحتلال العروس أن تخرج أغراضها من المنزل قبل هدمه بلا سبب، لتتحول فرحة العروس إلى قهر وألم على منزلها الذي كانت تنوي الخروج منه معززة مكرمة إلى منزل الزوجية لكن في القدس تختلف البدايات والنهايات فلا البدايات جميلة ولا النهايات مستوعبة.
قالت مراسلتنا في القدس أن العروس كانت منهارة خلال عملية الهدم والدموع تسيل من عينيها بلا وعي كذلك القهر غطى ملامح وجهها.
تخيل أن قصة هذه العروس حصلت في دولة أوروبية أن تفقد عروس كافة مستلزماتها الجديدة التي جمعتها طيلة أشهر لترتب حلمها قطعة قطعة لقامت الدنيا وذرفت الدموع عليها طويلا ولكن تجاه المقدسيين لا يحرك العالم ساكنا.
لا نعرف كيف ستتدبر هذه العروس أمورها وكيف ستتجاوز مشاهد انهيار بيتها حجرا حجرا ليتحول أمام عينيها لركام ولكن هيهات كيف ستمحو أنياب الجرافات ذكريات العروس من الألم والقهر هناك لن يمحوها الزمان.
بعد 5 أيام تصادف ذكرى نكبتنا حين طردت العصابات الصهيونية بالذبح والقتل أبناء شعبنا عام 1948 إلى الخيام والعراء وبساتين الزيتون يستظلون بظلها حاملين مفاتيح بيوتهم وتاركين ملابسهم ومونتهم على يقين منهم أن المسألة أيام و سيعودون لتطول العودة 74 عاما.
