الوزير عساف: أدعو وسائل الإعلام للاستمرار بنقل الأخبار والأحداث في فلسطين لأن عدوان الاحتلال لم يتوقف

دعا المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، وسائل الإعلام العربية، إلى الاستمرار بالتركيز على نقل الأخبار والأحداث الجارية في فلسطين، التي تتعرض لعدوان شامل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكثر من عامين.

جاء ذلك خلال كلمة فلسطين التي ألقاها الوزير عساف خلال اجتماع مجلس الوزراء العرب في دورته الـ 55، والتي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في العاصمة المصرية القاهرة برئاسة سوريا، ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام المساعد لشؤون الإعلام بالجامعة السفير أحمد خطابي.

وطالب الوزير عساف في كلمته، المجتمع الدولي بواجب التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية، التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني، خاصة ما يتعرض له الصحفيون من جرائم، مؤكدا ضرورة توفير الحماية لهم ولجميع أبناء شعبنا، والعمل الجاد على ملاحقة مساءلة كل من تورط في ارتكاب جرائم بحقهم، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وقال إن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير، في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، تسعى جاهدة إلى تكريس الاحتلال، وضم وسلب الأرض الفلسطينية، ومواصلة سياسات القتل والاستعمار، وتهجير المواطنين، وهدم المنازل خاصة في القدس المحتلة.

وتحدث الوزير عساف، عن سياسات العقاب الجماعي التي ترتكبها قوات الاحتلال، والمخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية، والتي تقابل بصمت وازدواجية في المعايير، ما شجع الاحتلال على التمادي في عدوانه المتواصل على شعبنا.

ونقل المشرف العام على الإعلام الرسمي، إلى الحاضرين تحيات الرئيس محمود عباس، وتثمينه للإجماع العربي المتواصل لدعم القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاعتداءات على شعبنا ومقدساتنا، مؤكدا أن أولوية القيادة حاليا تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى شعبنا، والذهاب لإعادة الإعمار، ومنع التهجير والضم، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها الكاملة في القطاع، ووقف تقويض مؤسسات دولة فلسطين.

وأطلع الوزير عساف، الحضور، على آخر التطورات الميدانية في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح وفقد أكثر من 300 ألف مواطن، إضافة إلى إحداث دمار هائل وغير مسبوق في البنى التحتية، ومنازل وممتلكات المواطنين.

وأشار إلى أن الإعلام الفلسطيني يقوم بنقل ما يتعرض له شعبنا من عدوان إسرائيلي، ويفضح جرائمه التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وقدم ويقدم إعلامنا الشهداء والجرحى، ويشكل رافعة رئيسة لحمل الرواية الفلسطينية إلى العالم أجمع، وقد حقق في ذلك نتائج مهمة.

وطالب الوزير عساف، وزراء الإعلام العرب، بالتفاوض الجماعي مع المنصات الرقمية العالمية، للتراجع عن مواقفها المنحازة لقوات الاحتلال، وروايتها والتوقف عن محاربة المحتوى الفلسطيني، مؤكدا أن الرواية والسردية الفلسطينية، انتصرت على الرواية الإسرائيلية المزيفة.

ودعا، المؤسسات والهيئات العربية والدولية المعنية، إلى تكثيف جهودها لتوثيق وفضح جرائم الاحتلال بحق إعلامنا وشعبنا الفلسطيني، وتعزيز حملات التضامن، والضغط لإنهاء الحماية غير المشروعة التي يحظى بها الجناة، قائلا “إن الصحفيين والصحفيات بفلسطين جسدوا أسمى معاني الانتماء الوطني والمهني، وواصلوا أداء رسالتهم السامية في كشف الحقيقة ونقل معاناة شعبنا إلى العالم، رغم كل المخاطر، وأن دماء الشهداء من فرسان الحقيقة، ستظل شاهدا على جرائم الاحتلال، ودافعا لملاحقة مرتكبيها، حتى تحقيق العدالة الكاملة، وإنهاء الإفلات من العقاب”.

وتحدث الوزير عساف عن تطوير الإعلام في فلسطين، موضحا أنه تم تطوير البنية التحتية الإعلامية، واستثمار التقنيات الرقمية، لضمان قيام مؤسساتنا في التأثير على الرأي العام الدولي، حيث تمكنا من إنتاج محتوى إعلامي وطني بلغات متعددة، لنقل سرديتنا إلى العالم أجمع.

وأعرب عن تقديره للمواقف العربية الداعمة لفلسطين، وفي مقدمتها الموقف السعودي، والخطاب القوي لولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير في البيت الأبيض، وحديثه عن أهمية قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة، كذلك المواقف المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان له دورا مهما في منع التهجير، والوصول إلى وقف العدوان على شعبنا، كذلك المواقف الأردنية الداعمة لشعبنا، بقيادة الملك عبد الله الثاني، والأشقاء في كل من: قطر، والإمارات، والجزائر، والمغرب، وكافة الدول العربية.

من جانبه قال أبو الغيط، إن القضية الفلسطينية تمر بواحد من أخطر مراحلها وأشدها قسوة بعد عدوان راح ضحيته أكثر من 69 ألف شهيد، ودمار غير مسبوق لغزة تسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي، عامداً لجعل القطاع غير قابل للحياة.

وأضاف أن الإعلام العربي تفاعل مع مأساة قطاع غزة وأهله بأشكال مختلفة، إلا أن هناك الكثير يمكن فعله من أجل تحسين التفاعل مع الحركة العالمية الإنسانية والمبدئية، التي نهضت للدفاع عن الفلسطينيين الذين واجهوا ولا يزالون آلة قتل وحشية غاشمة.

وشدد على أنه يجب علينا أن نوصل للأجيال القادمة ما يجري، خاصة عقب ترويج السردية الإسرائيلية الزائفة والمضللة، فالصور والفظائع في غزة وما جرى لأطفالها ليست بحاجة إلى بيان، ولا ينفع معها تضليل أو تدليس، فإن الإعلام العربي مطالب بمخاطبة العالم بغربه وشرقه بلغات يفهمها، وبناء جسور من الثقة مع الأجيال الجديدة، والتصدي للسردية الإسرائيلية التي تنقل نصف الحقيقة حينا، وزيفا كاملا في معظم الأحيان.

وأكد الأمين العام، الحاجة لمتابعة تفعيل خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، بما في ذلك تكريس حضور عربي مؤثر في الفضاء الرقمي، معتبرا أن أغلب الأصوات التي انتصرت لفلسطين وجدت مكانا لها على هذا الفضاء.

وفي كلمته، قال السفير خطابي، إن القضية الفلسطينية تظل في صلب الاهتمامات الإعلامية العربية، مشيراً إلى الدور الحيوي لوسائل الإعلام في مواكبة الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، والتطورات الميدانية في الضفة الغربية، بما يسهم في تعزيز الزخم الدولي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وفق قرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات العربية الثابتة نحو تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد عدد من وزراء الإعلام العرب في مداخلاتهم، على مركزية القضية الفلسطينية، التي تعتبر محور استقرار المنطقة، مؤكدين دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى الهوية العربية لمدينة القدس المحتلة.

ودعوا وسائل الإعلام العربية لتخصيص برامج إعلامية حول المدينة المقدسة ومواطنيها، وكشف ما تتعرض له من أخطار التهويد، بالإضافة إلى ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المستمر من إبادة جماعية وممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وضرورة إدخال المساعدات الإغاثية العاجلة فورا لقطاع غزة، ودعم الموقف الفلسطيني في كافة المحافل، بشأن المزيد من الاعترافات بدولة فلسطين.

وحضر أعمال المجلس إلى جانب الوزير عساف كل من: مندوب دولة فلسطين في الجامعة العربية السفير مهند العكلوك، ومدير عام التلفزيون محمد البرغوثي، والمستشار أول جمانة الغول، ومدير مكتب الوزير محمد خضر، ومدير مكتب تلفزيون فلسطين فائق جرادة.