Search
Close this search box.

شهادات مروعة لجنود صهاينة حول تفاصيل مذبحة الطنطورة

الطنطورة

 

تحت موقف مركبات تابع لمنتجع “شاطئ دور” جنوب مدينة حيفا، المقام على أنقاض قرية “الطنطورة” المهجّرة، اكتشفت مقبرة جماعية لعشرات الفلسطينيين، الذين استشهدوا في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني إبان النكبة عام 1948.

وكشف إعلام الاحتلال عن اعترافات أدلى بها جنود صهيونيون من “لواء الكسندروني” عن فظائع ارتكبت في قرية الطنطورة التي شهدت مجزرة استشهد فيها أكثر من 200 فلسطيني من سكان القرية، وقد دفنوا في قبر جماعي حفر خصيصًا على مدار أيام لغرض دفنهم.

وجاءت اعترافات الجنود ضمن فيلم وثائقي للمخرج الإسرائيلي ألون شفارتس تحت عنوان “طنطورة”، عرض بافتتاح مهرجان ساندرس في الولايات المتحدة.

وتضمن الفيلم شهادات حول المجزرة، تم جمعها الباحث الإسرائيلي ثيودور كاتس في العام 1989 ضمن أطروحة ماجستير قدمها في جامعة حيفا، إلا أن هذه الأطروحة أثارت ضجة في دولة الاحتلال في حينها بعد تقديم عناصر في “لواء الكسندروني” دعوى قذف وتشهير ضد الباحث، طالبته بالتراجع عن الأطروحة التي شملت شهادات ووثائق من اشخاص عاصروا المجزرة وكانوا شاهدين عليها.

وكشف الفيلم من جديد اعترافات الجنود التي تبين بوضوح فظاعة المجزرة التي ارتكبت، أبرزها شهادة الجندي السابق في “لواء الكسندروني” موشيه ديامنت، الذي بلغ اليوم العقد التاسع من عمره.

ويعترف ديامانت بأنه جرى قتل سكان القرية بعد أسرهم وإطلاق النار عليهم في نهاية المعركة بواسطة مدفع رشاش، من جانب “وحوش بشرية”.

وأضاف أنه عندما قُدمت الدعوى ضد كاتس، زعم جنود ألكسندروني أنه لم يحدث شيئا غير عادي بعد احتلال القرية. “قالوا: لم نعلم، ولم نسمع. لكن بالتأكيد جميعهم علموا. جميعهم علموا”.

وجندي سابق آخر، قال إن “عدد من أهالي القرية تم إدخالهم إلى براميل وإطلاق النار عليهم وهم بداخلها”، معترفًا أنه “ما زال يذكر حتى اليوم مشهد الدماء تسيل من داخل البراميل”.

وفي اعترافه، تحدث الجندي السابق في اللواء ميخا فيتكين، عن ضابط “أصبح مسؤولا كبيرا في وزارة الأمن، وقتل عربيا تلو الآخر”.

وأضاف أن الضابط “كان مختلا عقليا نوعا ما، وهذا كان عارضا لاختلاله”.

وادعى فيتكين أن “هذا الضابط ارتكب جريمته لأن الأسرى رفضوا الاعتراف بالمكان الذي خبأوا فيه الأسلحة التي بقيت في القرية”.

وقد ذُكرت هذه الشهادات بمقال نشره المؤرخ الإسرائيلي آدم راز في صحيفة “هآرتس” تحدث به حول فيلم “طنطورة” وما جاء فيه من حقائق حاول الاحتلال دفنها منذ النكبة حتى اليوم.

ويقول راز إن إحدى أبشع المشاهد التي يصفها الفيلم، يرويها الجندي السابق عامي تسور كوهن ويقول فيها: “لقد كنت قاتلا، ولو وقفت أمامي مجموعة من العرب وأيديهم الى الأعلى، لكنت أطلقت النار عليهم أيضًا. لم اعد كم عربيا قتلت خارج نطاق المعركة، إذ كان بحوزتي بندقية رشاشة مع 250 طلقة رصاص”.

وإضافة للشهادات التي يكشفها الفيلم فانه يطرح رؤية خبراء قاموا بمقارنة صور جوية التقطت لقرية الطنطورة قبل وبعد احتلالها، تظهر بدقة موقع القبر الجماعي الذي حفر بطول 35 مترًا وعرض 4 أمتار.

ويقول المؤرخ كاتس الذي كشف المجزرة بأطروحته الأكاديمية، إن حفر القبر في ذلك المكان كان متعمدا، اذ أرادوا للأجيال اللاحقة أن تزور ساحل البحر والمنتجع، دون أن يعلموا على ماذا يدوسون”.

وحول الفيلم وما يكشفه، قال المؤرخ الإسرائيلي في مقاله بصحيفة “هآرتس”: “يبدو أن هذا الفيلم سيقلب الصورة المكرّسة لدى الإسرائيليين، فرغم أن شهادات الجنود التي ترد بالفيلم منقوصة وهي فعليا شظايا اعترافات، إلا أن الصورة الشاملة واضحة: جنود الوحدة ارتكبوا مجزرة بحق رجال عزّل”.

وفي بيان صدر عن مكتبه، طالب النائب العربي في “الكنيست” أحمد الطيبي بفتح المقبرة الجماعية، وإعادة دفن شهداء المجزرة من جديد طبقًا للشريعة الإسلامية وبحضور أبناء عائلاتهم.

وقال الطيبي: القضية هي حاجة إنسانية ووطنية وسياسية وتاريخية من الدرجة الأولى، تؤكد رواية الشعب الفلسطيني حول مجزرة الطنطورة وعشرات المجازر الأخرى.

وأضاف: “لا يمكن لهذا المكان أن يبقى موقفا للسيارات فوق جثامين الضحايا الشهداء”.

آخر الأخبار

أحدث البرامج