Search
Close this search box.

أحمد شويكي.. اعتقل طفلا وخرج حاملا رواية اعتقال عمرها 20 عاما

أحمد شويكي

كتبت ليالي عيد: “لحظة خروجي من السجن كان شعوري ممزوجًا بالخوف والتوتر والفرح، فأنا أودع أهلا واصدقاء عشت بينهم عشرين عامًا، لألتقي أهلي وأحبابي خارج غياهب السجون وعتمة الزنازين، غبت عنهم الفترة ذاتها”.

هكذا وصف المحرر أحمد شويكي لحظة الإفراج عنه والمشاعر التي راودته بعد أن أنهى محكوميته البالغة عشرين عامًا قضاها في الأسر كأطول فترة يقضيها طفل في سجون الاحتلال.

في السابع من شباط الجاري، أفرجت ادارة سجن النقب الاحتلالي، عن الأسير المقدسي أحمد صلاح شويكي، من بلدة سلوان، وبعد 20 عامًا من الحرمان، عانق شويكي والده، علما أن آخر مرة احتضنه فيها كان طفلًا لم يتجاوز عمره 14 عاما، اليوم يعانقه شابًّا بعمر الرابعة والثلاثين.

وبمضي الأعوام العشرين خلف قضبان سجون الاحتلال، لم يعد الأسير شويكي طفلًا. خرج إلى الحرية في الرابعة والثلاثين بملامح رجل اقتُلع من حضن ذويه في الصغر، ثم عاد إلى عائلته شابًا.

وفور الإفراج عن المحرر شويكي، استدعته مخابرات الاحتلال للتحقيق معه في مركز “شرطة المسكوبية” في القدس الغربية. ولم تفرج عنه إلا بشرط إبعاده عن حي الثوري في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى إلى بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة لمدة أسبوع ومنع تنظيم حفل استقبال له، والتوقيع على كفالة طرف ثالث بقيمة 10 آلاف شيقل يتم دفعها حال الإخلال بالشروط.

ويقول شويكي: لـ”وفا”: “لحظة خروجي من السحن أعادوا اعتقالي وحاولوا مساومتي على حريتي وتنغيص فرحتي وأهلي بالحرية، وفرض شروط تعسفية بالإبعاد عن القدس، رفضت الشروط فمددوا اعتقالي ليوم ومن ثم أبعدوني للعيزرية أسبوعًا، انتهى أسبوع الإبعاد وعدت الى حي الثوري وبيتي الذي غبت عنه 20 عامًا، رأيت كل شيء مختلفًا، كان أصعب وأجمل شعور لحظة الوصول للثوري الذي خرجت منه طفلا صغيرا وعدت شابًا، بكيت لحظة وصول الحي وعشت بصدمة وحتى اللحظة غير مصدق أنني ببيتي وما رأيته كما يقولون “ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على بال بشر، لكنني ما زلتُ أحن إلى إخواني وأصدقائي الذين تركتهم خلف قضبان الاحتلال ولن تكتمل فرحتي دون تحررهم”.

وبالعودة إلى الوراء عشرين عامًا، كانوا خمسة أطفال يلعبون ما بين بلدتي جبل المكبر وحي الثوري ببلدة سلوان، استشهد أحدهم، بعضهم أصيب برصاص الاحتلال وآخرون نجوا من الموت.

استشهد الطفل سامر أبو ميالة، واعتقل أحمد شويكي (14 عامًا)، ومهند جويحان (16 عاما)، وأمجد أبو ارميلة (15 عاما)، وسمير غيث (17 عاما)، تلك كانت أعمارهم حينما اعتقلوا في الثامن من شباط عام 2002.

قضت محاكم الاحتلال بسجن الطفل شويكي المصاب برصاصة في الكتف لـ20 عامًا، وجويحان لـ25، وأبو ارميلة لـ25، أما غيث فحُكم بالسجن مدى الحياة حيث كان الأكبر سنّا من بينهم.

لم يستسلم الطفل شويكي لظروف الاعتقال، فقرر استكمال دراسته. نجح في الثانوية العامة والتحق بالجامعة لدراسة العلوم السياسية.

وعن دراسته يقول: العلم والثقافة هما السلاح الأهم للفلسطيني، قررتُ التقدم لامتحانات للثانوية العامة. نجحت بالامتحانات والتحقت بالجامعة العبرية ثم بجامعة القدس المفتوحة وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية”.

في يوم الإفراج عنه، حقق أحمد حلمه بإطلاق روايته التي ألفها داخل السجن، بعنوان “على بوابة مطحنة الأعمار”، التي يروي خلالها رحلة آلامه التي مر بها على مدار 20 عاما في زنازين الاحتلال.

ويحتوي الكتاب على مسيرة الطفل الذي كبر وترعرع في أقبية التحقيق وعتمة الزنازين، إضافة لتجارب زملائه من الأسرى.

وعن الرواية يقول مؤلفها المحرر: “بعد انهاء دراستي الجامعية قررت تأليف رواية سميتها “على بوابة مطحنة الاعمار”، أوثق من خلالها السيرة الذاتية في السجن وحب الأوطان والصمود، وكيف يضحي الأسير بعمره فداء للأوطان وان ارواحنا تهون لأجل فلسطين، وأن أؤكد أن صراعنا مع المحتل صراع وجود، وأن الاعتقال لم يزدنا إلا صمودًا وثباتًا”.

حكاية الأسير المقدسي أحمد صلاح الدين شويكي، واحدة من هذه القصص التي تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل المثيرة، فقد اعتقل رغم صغر سنه في سجون الاحتلال ولقي صنوف العذاب والتحقيق داخل أقبية الاحتلال، اعتقل طفلا، إلا أن ذلك لم يشفع له من سجاني الاحتلال الذين لاقى على أيديهم صنوف العذاب والتنكيل، أرشف في روايته “على بوابة مطحنة الأعمار” تفاصيل عن رحلة العذاب التي مر بها وغيره من زملائه الأسرى، لكنه صمد وخرج من السجن فاتحًا ذراعيه للحياة.

آخر الأخبار

أحدث البرامج