Search
Close this search box.

ماذا يدور في آخر 5 دقائق من زيارات الأسرى؟ بقلم عاصف نوفل

أشرف نوفل
الأسير أشرف نوفل

قرَّرت منذ قليل أن أكتب عن أخر خمس دقائق من أصل (45) دقيقة من الحديث المتواصل من وراء الفاصل الزجاجي، وعلاقته بأمهات الأسرى .

المكان سجن ريمون ، والزمان الرابع عشر من تشرين الثاني عام (2021)، الأشخاص، أم باسم جبلة، وأبنائها فادي وسامر وسامح، أمّا أنا فلست الشاهد الوحيد، لكن بإمكانك القول أنا الوحيد الذي استثارني الموضوع.

في صبيحة هذا اليوم وعند تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا خرجت بإتجاه حاجز الطيبة، الذي تتوقف عنده حافلات الصليب الأحمر المخصصة لنقل أهالي الأسرى، صعدنا نحو الحافلة وإلى جانبنا الحاجة أم باسم والدة كل من الأسير فادي وسامر وسامح.
ثلاث ساعات أكلت الطريق من وقتنا وبدأت تستهلكني الذكريات، عجلات الحافلة والأفكار تتدرج في رأسي، نفس المشاهد، تتغير البنايات، ولوحات الدعايات، وتقفز أم الأسرى الثلاثة إلى ذهني، بماذا تراها تفكِّر؟!
هذه الزيارة لها طعم آخر،  فاللقاء سيكون جماعيا لأم باسم، وستتمكن من رؤية أبنائها الثلاثة دفعة واحدة من وراء فاصل زجاجي يجتازه الشوق والحنين، لحظات يتوقَّف فيها الزمن ثواني معدودة تزدحم في الذاكرة لآخر العمر.
مشهد آلمنا جميعًا، فخيَّم صمت مطبق ليرسم صورة واقع مرير، لاتجدي معه الكلمات!
سكن الهلع ملامحها والقهر أشعل سيجارة من أعصابها، في أخر خمس دقائق، تريد أن تعود مصطحبة أولادها من جهة ومن جهة أخرى تداري دموعها التي انهمرت وهي تحاول اقتلاع الغصة التي بزغت في حلقها.

انتهت الزيارة، صعدنا نحو الحافلة، وأنا في طريق العودة ضجَّت الأفكار في رأسي حدَّ الألم، وحضرت أخر خمس دقائق بتلك الزيارة بقوَّة لتجسد لحظة وداع أبنائها الثلاثة على أمل اللقاء في مخيم عين بيت الماء.

سجن ريمون
14/11/2021

عاصف أشرف نوفل

 

آخر الأخبار

أحدث البرامج