Search
Close this search box.

فرحة نجاح وتفوق “زيد” تغمر قرية “المورق”

قرية المورق

 

عاشت قرية المورق غرب الخليل فرحة لم يسبق لها مثيل بالتزامن مع إعلان نتائج الثانوية العامة في محافظات الوطن، بعد أن نجح ابن القرية زيد عبد الحميد حسن عواودة في كتابة اسمه على لائحة المتفوقين، بحصوله على المركز الأول مكرر في الفرع العلمي بمعدل 99.7%.

القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها الألف نسمة، خرجت عن بكرة أبيها إلى منزل الطالب زيد لمشاركته وذويه فرحة النجاح والتفوق.

“مع اعلان النتائج من قبل وزارة التربية والتعليم عبر تلفزيون فلسطين، غص بيتنا بأحبتنا وجيراننا الذين قدموا لتهنئتنا ومشاركتنا فرحتنا التي انتظرتها أنا وأمي وأبي وأخوتي بفارغ الصبر وبأعصاب مشدودة”، قال زيد لــ “وفا”.

وأضاف الطالب بمدرسة ذكور الشهيد ابو جهاد، التابعة لمديرية تربية وتعليم جنوب الخليل، “انتظرت برفقة أفراد عائلتي بزوغ نهار اليوم بصبر كبير، لم يغمض لنا جفن طوال الليل، وها أنا احصد ثمار تعبي الذي اجتهدت للوصول إليه على مدار 12 عاما”.

وشكّل خبر النجاح والتفوق لزيد فرحة أنسته كل تعب ودفعته نحو التقدم لتحقيق مزيد من النجاحات، حيث يرغب بدراسة الطب لخدمة أهله في قرية المورق ووطنه وشعبه.

وتابع، “انطلقت زغاريد فرحة نجاحي وتفوقي من كل أحبتنا في آن واحد تزامنًا مع إعلان النتائج… عرس كبير عم القرية، لا يساويه إلا عرس انعتاقنا من الاحتلال وحرية أسرانا ومسرانا الذين أهدي لهم ولشهدائنا ولطاقم مدرستي تفوقي هذا”.

وقال: “اليوم شاهدت دموع فرح عائلتي تتلألأ بعيونهم… والدي ووالدتي الذين يكدون لنكون بأفضل الأحوال.. ها أنا اليوم أحصد من عرق جبينهم بعض الثمر الذي يفرحهم، فالسعادة طرقت منزلنا وكافة أحياء قريتنا بقوة لم اشاهدها من قبل، فرحنا وفرح الجميع لفرحتنا، كما كل الناجحين في الثانوية العامة على مستوى فلسطين”.

والده الممرض القانوني المقدم في الخدمات العسكرية الفلسطينية عبد الحميد عواودة (44 عاما) قال لـ “وفا”: لدي ثمانية أبناء أكبرهم صهيب الذي اجتاز العام المنصرم الثانوية العامة بنجاح، والتحق بتخصص الإطفاء والإنقاذ في جامعة الاستقلال بأريحا، وثانيهم ولدي زيد فلذة كبدي الذي استطاع اليوم أن يحصد المركز الأول مكرر بالفرع العلمي على مستوى الوطن”.

وأضاف: “انها الفرحة التي طافت بي كافة أرجاء وطننا المكلوم قائلة، نحن شعب لن يهزم وقادرون رغم المحن التعالي على جراحنا وتحقيق ما نصبوا اليه، حلمنا بالحرية سيتحقق مهما طال الزمن، وسلاحنا هو العلم الذي يبني ويعمّر الأوطان”.

وبفرحة عارمة، قالت والدته المعلمة في مدرستي دير سامت وبيت عوا الثانويتين، وما زالت تعمل فيهما منذ 20 عاما، بسمة الرجوب لــ “وفا”: “مع ساعات الصباح علت أصواتنا وأصوات أطفالنا في كافة أرجاء قريتنا، تبادلنا وأهالي المورق الحلوى في كل مكان، وصدحت زغاريدنا وزغاريد أمهاتنا وجداتنا وأخواتنا وعماتنا وخالاتنا والمعلمات، في كل حدب وصوب، انها فرحة النجاح التي قلبت بيتنا وقريتنا رأساً على عقب”.

وأضافت، “زيد كان مثابرا مجتهدا في دروسه.. ينام بعد صلاة العشاء ويستيقظ مع صلاة الفجر.. كانت دراسته خلال هذا العام كل حياته حتى حصد هذا التفوق الذي أثلج صدورنا فرحاً.. وهذه الفرحة التي نعيشها تبشّر بالفرح الأكبر الذي نأمل أن يعم بلادنا ألا وهو زوال الاحتلال”.

وتابعت: “نحن تميزنا كفلسطينيين دوما بتقدمنا على كثير من شعوب العالم في العلم والمعرفة، وهذا إرث يجب أن نحافظ عليه كما مقدساتنا، ولنبقى في مقدمة الشعوب في العلم والمعرفة والعمل، حتى ندحر الاحتلال ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأردفت والدته ودموع الفرح تنهمر على وجنتيها، “غمرتنا السعادة بنجاح زيد… انتظرنا بفارغ الصبر نتيجته.. الحمد لله على هذه الهبة، فتفوقه هو مكرمة من الله لنا ولشعبنا، فرغم حياتنا القاسية ومعاناتنا الدائمة بسبب الاحتلال إلا أننا نستطيع توفير الجو الدراسي المناسب لأبنائنا ليكونوا من المتفوقين”.

آخر الأخبار

أحدث البرامج