Search
Close this search box.

الأرض بلا شيخها .. وداعا سليمان الهذالين

283b9a4d-db76-4dea-b98e-7ed6e2ef4f26 (1)

كتبت: مجدولين زكارنة

جثمت مستوطنة “كرمئيل” على صدره منذ أن شبّ على الحياة، فبدأ مشواره في النضال ضد الاستيطان منذ عام 1985 إلى أن استشهد اليوم، متأثراً بجراحه عقب إقدام شرطة الاحتلال على دهسه عن سبق إصرار وترصد، خلال تصديه للاستيلاء على ممتلكات المواطنين في السادس من الشهر الجاري، أنه الشيخ سليمان الهذالين أيقونة المقاومة الشعبية في الخليل.

خلق الهذالين تاريخا طويلا من النضال الشعبي على الأرض وكان يقاوم بجسده النحيل وعكازته جبروت سلطات الاحتلال وآلياته التي تحاول اقتلاع عائلته التي تسكن منذ عام 1956 في منازلها وقتها أجداده كانوا يتصدون لعمليات تهجيرهم كما كان.

ولابن قرية أم الخير في محافظة الخليل باع طويل في مقارعة الاحتلال فتراه يعتلي جرافة اسرائيلية متصديا لعمليات اقتلاع البيوت وافراغها من ساكنيها في مسافر يطا التي تشهد عمليات تهجير واسعة منذ احتلال اسرائيل لأرضنا.

لقد عايش الهذالين معاناة أجداده وعائلته عندما هدمت منازل عشيرته 15 مرة وتعرض أفرادها للاعتقال فترات طويلة وهو من بينهم ووقع على تعهدات بعدم العودة للمقاومة إلا أنه عاد وعاد مرات كثيرة.

وقال ابراهيم الهذالين شقيق الشهيد لموقع تلفزيون فلسطين:” لقد كان يلوذ أبناء المقاومة الشعبية للشيخ سليمان عندما يحتمي الوطيس وكان هو دافعهم الكبير ومحفزهم على المقاومة والتصدي للاحتلال”.

واضاف الهذالين: أخي يقاوم الاحتلال قبل ظهور الاعلام وقبل وجود طواقم مقاومة الجدار والاستيطان ولكنه أخذ حقه بعد أن ظهر الانترنت وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتصديه للاحتلال”.

وفي مقابلات صحفية سابقة للهذالين قال: “لن أستكين لن أمل وأعاهد الله والحاضرين على المقاومة لآخر رمق واطلب من الله ان استشهد شهادة تغيظ العدو وتسر الصديق”.

صعد الشيخ الشهيد على مقدمة جيب وعسكري وألقى به الجنود أرضا وفرضت عليه غرامات مالية ولم يتراجع عن مقاومة استيطان الاحتلال وانتهاكاته الى أن دهسته امام أعين العالم مركبة تابعة لشرطة الاحتلال.

كان الشهيد الهذالين يرفع العلم الفلسطيني عاليا ويتكئ على عكازه مكبرا أمام جيبات الاحتلال فتطاله يد جنود الاحتلال ضرباً وسحلاً وخنقاً دون مراعاة لعمره.

الآن تفتقدك ساحات المقاومة يا شيخ الأرض بعد نية اعدام مبيتة، ولكن سيحتضنك تراب الوطن الذي أحببت والذي لم تخذله يوما ما، سيحتضنك بكل دفئ بعيدا عن صقيع هذه الأرض التي سئمت قهر الاحتلال.

آخر الأخبار

أحدث البرامج