Search
Close this search box.

معلمة تستحق الاحتفاء .. “نبأ أبو زيتون”

267023347_5150843101592442_3065323364369901242_n

بقلم: مجدولين زكارنة

في مدرسة دير الغصون الأساسية يبكي أحد طلبة الصف الأول لأنه أضاع مصروفه فأوقفت “نبأ أبو زيتون” حصتها التعليمية لحل مشكلة طالبها، فهي تؤمن أن التربية قبل التعليم وأن انفعالات الطلبة ومشاعرهم أولى اهتماماتها، كيف لا وهي الحاصلة على لقب معلمة فلسطين الأولى لعام 2021 التي نظمتها وزارة التربية والتعليم.

المعلمة نبأ أبو زيتون تزوجت بعمر 16 عاما وأكملت تعليمها الثانوي والجامعي وهي زوجة وأم.

15 عاما تمتهن التربية والتعليم وتلقى حبا كبيرا من طلبتها فهي تؤمن أن المعلمة هي أم ثانية لطلابها وخاصة طلاب الصف الأول.

منهجية التعليم

التبشورة والصبورة ليست أدواتها الوحيدة في التعليم، إنما عملت نبأ المتوجة باللقب على تطوير قدراتها التدريسية، فتعلمت تصميم الفيديوهات لتواكب جيل التكنولوجيا وأدخلت الألعاب التعليمية في حصصها، وتقول: الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحدث بلغة قومه فأوصل الرساله فكان واجبا علي أن أتعلم لغة طلابي الجديدة وهي التكنولوجيا”.

وتؤمن نبأ أبو زيتون أن هذا اللقب يستحقه كل معلم فلسطيني.

الصبر ثم الصبر هي ميزة تعامل المعلمة زيتون مع طلابها الذين يرون فيها بلا تتويج معلمة فلسطين الأولى.

“مدرسة بلا أسوار”، هو شعار المربية نبأ في مهنتها وعلاقتها مع أهالي الطلبة فهي على تواصل دائم معهم، إيمانا منها بأن إنشاء جيل صالح يبدأ من البيت وتتمه المدرسة.

الدافع في الاستمرار

فقدت أبو زيتون شقيقها الذي ارتقى شهيدا برصاص الاحتلال عندما كانت تقدم امتحانات الثانوية العامة، في ذلك الحين، أصرت أن تقدم لفلسطين كما قدم شقيقها، ولكن بطريقتها فهي تؤمن أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة والتضحية ولكن كل على طريقته.

لازالت تذكر نبا أبو زيتون جملة والدها الشهيرة “لو بدي أبيع قمبازي بدي أعلم بناتي” كان ذلك دافعا لها في إكمال مسيرتها التعليمية، رغم كونها أم وزوجة ولكن أكمل زوجها طريق والدها في دعمها خلال طريقها الطويل في الأمومة والتعليم والعمل.

تشرح المعلمة الأولى في فلسطين مادتها العلمية، وتدعمها بطريقة عملية بفيديوهات تنتجها وتنشرها على صفحة فيسبوك مدرسة دير الغصون الأساسية الدنيا، وتلقى إعجاب أهالي الطلبة وتعليقاتهم الإيجابية.

ويستذكر مدير مدرسة دير الغصون منهل أبو ظاهر فترة إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا، قائلا: “خلال عام 2020 عندما أغلقت البلاد بسبب جائحة كورونا كان للمعلمة نبأ دورا كبيرا في المنهاج الفلسطيني وكانت شعلة متوقدة لا تكل ولا تمل على مواقع التعليم الالكتروني”.

هيبة المعلم

وترى المعلمة نبأ أبو زيتون أن مكانة المعلم وهيبته تبدأ من المنزل، فذوي الطالب عندما يقدروا المعلم ويستمر التواصل الهادف بين المعلم والأهالي يستطيع المعلم الاحتفاظ بهيبته، داعية الأهالي إلى التحلي بروح المسؤولية تجاه أطفالهم ومراقبة أداءهم والتواصل مع معلميهم، مشيرة إلى ضرورة تعامل المعلم مع الأطفال على أنهم أمانة بين أيديهم”.

علاقتها بأبناءها

لم تسيطر نبأ أبو زيتون على دموعها خلال استضافتنا لها داخل استودياهاتنا عندما سمعت صوت ابنها الذي شارك في تكريمها على الهواء مباشرة، وقالت:”تعلمت منه الكثير في تطوير نفسي فهو يعمل أستاذا في جامعة خضوري”، من جانبه عبر نجلها الذي تجمعه علاقة صداقة كبيرة مع أمه عن فخره بأمه التي أوصلته إلى هذا القدر من العلم.

ودعت أبو زيتون جميع المعلمين للاستماع إلى طلبتهم والاندهاش بأفكارهم وأقوالهم، فمن معلمي تعلمت الكثير ومن زملائي تعلمت أكثر ومن تلاميذي تعلمت أكثر وأكثر.

المعلم العظيم هو الذي يلهمنا لا الذي يعلم فقط ما يجب أن يعلمه تلميذه، بلا عصا ولا صراخ استطاعت نبأ أن تكسب قلوب طلابها وتدخل عقولهم بكل خفة لتتربع المعلومة بكل متعة في أذهان طلبتها، والمعلمة العظيمة تظهر عظمتها في الطريقة التي تعامل بها أطفالها الطلبة.

آخر الأخبار

أحدث البرامج