نادي الأسير: أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن (34) أسيرة يقبعن في سجون الاحتلال، من بينهنّ ثماني أمّهات وسبع جريحات ومريضات.
جاء ذلك في بيان صدر بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، 26 أكتوبر/ تشرين الأول، والذي اعتمد لما له من دلالات قيّمة وعريقة بمسيرة المرأة الفلسطينية وكفاحها؛ حيث عُقد في مثل هذا اليوم أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس عام 1929، وسط مشاركة فاعلة وبحضور أكثر من (300) سيّدة، والذي خرج بمجموعة من القرارات التي عبّرت بصدق عما كان شعب فلسطين يتطلّع إليه ويطلبه آنذاك.
وبهذا فقد شهد العام 1929 بداية مشاركة المرأة الفلسطينية الفعلية المنظّمة في العمل السياسي، إثر تصاعد أحداث ثورة البراق، وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين، وقد وقع على النّساء عبء كبير واستشهدت تسع نساء، وهدمت البيوت وتشردت الأُسر وزجّ بالكثيرين في السّجون.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ المرأة ما زالت شريكة في النّضال جنباً إلى جنب مع الرجل في فلسطين، وتشهد على ذلك السّجون، التي تقبع فيها الأسيرات المناضلات، ويشاركن في جميع الخطوات النّضالية والاحتجاجية ضدّ إدارة السّجون، وكان آخرها مشاركتهنّ في الإضراب الاحتجاجي ضدّ السّياسات المفروضة على الأسرى بعد عملية “نفق الحرّية”.
وأيضاً للمرأة دور بارز وهام في مساندة المناضلين، فغالباً النّساء هنّ الّلواتي يقمن بزيارة أبنائهن أو إخوانهن أو أزواجهن من الأسرى، كما ويتعرّضن للاعتقال للضّغط عليهم ودفعهم للاعتراف أو تسليم أنفسهم.
وتفيد دراسات الرّصد والتّوثيق إلى أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من (16) ألف امرأة فلسطينية منذ العام 1967، وكانت أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية هي الأسيرة فاطمة برناوي من القدس، والتي اعتقلت عام 1967، وحُكم عليها بالسّجن المؤبّد، وأُفرج عنها عام 1977.
وأكّد نادي الأسير أنّ سلطات الاحتلال تواصل انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، خلافاً لاتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1987، والتي حظرت المعاملة غير الإنسانية والحاطّة بالكرامة، وخلافاً لقواعد الأمم المتّحدة النموذجية لمعاملة السجناء لعام 1955.
وأشار إلى أنّ الأسيرات يعشن خلال مراحل الاعتقال ظروفاً لا إنسانية، لا تراعى فيها حقوقهنّ في السّلامة الجسدية والنّفسية والخصوصية، إذ يحتجزن في ظروف معيشية صعبة، يتعرّضن خلالها للاعتداء الجسدي والإهمال الطبي، وتحرمهن سلطات الاحتلال من أبسط حقوقهن اليومية، كحقهنّ في التجمّع لغرض أداء الصلاة جماعةً أو الدّراسة، إضافة إلى انتهاك خصوصيتهن بزرع الكاميرات في ساحات المعتقل، ما يضطر بعضهنّ إلى الالتزام بالّلباس الشرعي حتّى أثناء ممارسة الرياضة.
كما وتحرمهن من حقّهن بوجود مكتبة داخل المعتقل، رغم المطالبات المتكررة لذلك، إضافة إلى حرمانهنّ من ممارسة الأشغال الفنية اليدوية، علاوة على تعرضهنّ للتنكيل بهنّ خلال عملية النقل عبر عربة “البوسطة” إلى المحاكم أو المستشفيات، والتي تستغرق عملية النّقل بها لساعات، ويتعرّضن خلالها للاعتداء عليهن على يد قوّات “النحشون”.
وذكر نادي الأسير أنّ الاحتلال يعتقل الأسيرات في سجن “الدامون”، وأقدمهنّ الأسيرة أمل طقاطقة من بيت لحم، المعتقلة منذ تاريخ الأول من كانون الثاني/ ديسمبر 2014، ومحكومة بالسجن لمدة (7) سنوات، وأعلاهنّ حكماً؛ الأسيرتان شروق دويات وشاتيلا عياد المحكومتان بالسّجن لـ(16) عاماً، وميسون موسى وعائشة الأفغاني المحكومتان بالسّجن لـ(15) عاماً.
مضيفاً أنّ من بين الأسيرات الجريحات وأشدّها معاناة؛ حالة الأسيرة إسراء جعابيص، من القدس، والمحكومة بالسّجن لـ(11) عاماً، والتي اعتقلتها قوات الاحتلال بعد إطلاق النّار على سيّاراتها ما أدّى إلى انفجارها وإصابتها بحروق شديدة شوّهت وجهها ورأسها وصدرها وبترت أصابعها.