اليوم السابع عشر للمجازر التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة على أيدي ماكنة القتل والاجرام الإسرائيلية، شبح الموت يهدد آلاف الأطفال والمرضى في المستشفيات التي شارف الوقود فيها على الانتهاء مع استمرار قطع التيار الكهربائي والماء والدواء والطعام عن أهلنا هناك.
ما يجري في غزة يوجب تحرك أصحاب الضمائر الحية ودعاة حقوق الإنسان من أجل وقف القتل والتهجير القسري، وإعادة شرايين الحياة لأهلنا المحاصرين بحمم الموت التي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها جرائم ضد الإنسانية وقتل جماعي وخرق فاضح للقانون الدولي الإنساني ومواثيق جنيف.
في كل يوم مئات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء، ان جرائم الاحتلال ترتكب في كل أنحاء فلسطين في غزة وطولكرم والجلزون ونور شمس ورام الله ونابلس وجنين والقدس والخليل، وأريحا وبيت لحم وطوباس وقلقيلية وفي كل مكان، على أيدي الجيش والمستوطنين، هذه الجرائم يجب أن تتوقف فورا، ومن حق شعبنا الدفاع عن نفسه.
إن صوت الضمير العالمي وشعوب العالم قد عبرت عن رفضها لهذه الجرائم بصوت عالي، ولكن يجب أن يكون مسموعا لحماة إسرائيل وحلفاء الحرب، نحيي هذا الصوت المنادي بالحرية لشعب فلسطين، وندعو شعوب العالم الاستمرار في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ووقف العدوان عليه.
إن ما نسمعه على لسان قادة دولة الاحتلال من تحضير لاجتياح بري يعني الاستمرار في ارتكاب جرائم جديدة وفظائع وتهجير قسري وقتل من أجل القتل والانتقام، نحن ندين المواقف التي تشكل رخصة قتل وغطاء سياسي لارتكاب مجازر ودمار لغزة وأهلها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي يتبجح أمام العالم ويقول أنه يقاتل البرابرة باسم الحضارة، الشعب الفلسطيني صاحب حضارة وشعب عريق له تاريخ وحاضر ومستقبل، نحن أصحاب الأرض هنا منذ الاف السنين وإسرائيل كيان استعماري احتلت أرضنا وشردت شعبنا.
وأين هي الحضارة التي تتيح للاحتلال قتل 1800 طفل منهم الرضع، وأين هي الحضارة التي تتيح قتل الأبرياء من النساء وكبار السن والعجزة، وأين هي الحضارة التي تحاصر وتمنع الماء والكهرباء عن 2.3 مليون إنسان فلسطيني، وأين هي الحضارة التي تتيح القتل بدم بارد، أطفال في حضانات الخدج الذين يتهددهم انقطاع الاوكسجين عنهم، وأين هي الحضارة التي تمنع دخول المواد الطبية بحيث تصبح العمليات الجراحية تجرى بدون مواد تخدير، وأين هي الحضارة التي تمنع الدواء عن مرضى السرطان في غزة، وأين هي الحضارة التي تقصف مستشفى وتطالب إخلاء مستشفيات أخرى، مما يعني نزع أجهزة مدعمات الحياة عن المرضى في غرف الإنعاش والطوارئ.
هذه حرب إبادة جماعية تقوم بها ماكنة اجرام بعقلية همجية بربرية استعمارية، تشتهي القتل، وتتلذذ بعذابات الأبرياء والأطفال وتقصف المساجد والكنائس.
مجلس الوزراء يؤكد أن الاولوية الان هي وقف الحرب والعدوان، وإدخال المواد الاغاثية الى غزة، وحماية المدنيين ووقف التهجير القسري، وهي مسؤولية دولية.
ونتابع مع الأخوة المصريين إدخال المواد الإغاثية من خلال معبر رفح، ويجري السيد الرئيس كل الاتصالات مع دول وزعماء العالم من أجل وقف العدوان عن شعبنا.
إنني ادعو أيضا إلى السماح للصحافة الدولية للوصول إلى غزة لتوثيق وفضح جرائم الاحتلال التي ترتكب هناك.
إن شعبنا سيهزم نوازع الغطرسة والاجرام، وأحلام التوسع التي تصوغ أيدلوجية وفكر قادة إسرائيل الذين يمارسون سياسات التطهير العرقي والابادة الجماعية، ان سعينا للحرية والاستقلال وإقامة دولتنا لن يتوقف وصمودنا على أرضنا لن تخلخله جرائم المستعمرين.
مجلس الوزراء يتابع اليوم ما يجري في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، والعهد والوفاء لشعبنا حتى إنهاء الاحتلال وحتى القدس والدولة والعودة.