Search
Close this search box.

في زمن حماس.. غزيون في العقد الرابع لم يشاركوا في أي انتخابات محلية

انتخابات-محلية-1631956415

وفا- خضر الزعنون

ينتاب المواطنين في قطاع غزة، شعور بالإحباط والاستياء والغضب لعدم تمكنهم من ممارسة حقهم الديمقراطي وحرمانهم من المشاركة بالانتخابات المحلية في مرحلتها الثانية، بسبب رفض “حماس” إجراءها في القطاع، الذي تسيطر عليه بالقوة منذ منتصف 2007.

وتجرى الانتخابات المحلية “المرحلة الثانية” في الضفة الغربية بخمسين هيئة محلية، بمشاركة أكثر من 715 ألف ناخب وناخبة للتصويت، وفقا للجنة الانتخابات المركزية.

يقول المواطن خليل يوسف (33 عاما) من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، “الانتخابات البلدية وتجديد المجالس المحلية بشكل دوري شيء ضروري، وذات أهمية لي كمواطن تواق لعملية التغيير، خاصة أن البلدية تقدم خدمات للناس وعندنا هنا في غزة للأسف نحرم من ممارسة هذا الحق في تجديد هذه المجالس البلدية”.

ويضيف يوسف لـ”وفا”:”نعيش حالة كبت وقهر من غياب الديمقراطية والحرية في أبسط الأمور كإجراء انتخابات محلية يشارك فيها الجميع…فهي (الانتخابات المحلية) تعبر عن نبض الناس ومن حقنا انتخاب من نرى أنه يستحق تمثيلنا في المجالس البلدية، التي تقدم الخدمة لنا بعيدا عن السياسة… نحن بحاجة لمياه نظيفة وشبكات صرف صحي وطرق معبدة لتسيير حركة الناس والمركبات وعمليات تنظيم البناء والمرافق وتوفير أماكن للتنزه والترفيه وحدائق عامة”.

وتابع: “صندوق الاقتراع هو الحكم بيننا كأفراد ومجتمع لافراز من يقدم لنا الخدمة ويكون على قدر المسؤولية بإيجاد الحلول لمشاكلنا الخدماتية الغائبة بصراحة في مدن غزة… المواطن يقدم للبلديات دون أن تقدم له البلديات أدنى المتطلبات والحقوق… يدفع فاتورة المياه ولا يتلقى مياها صالحة للشرب ويدفع ضرائب أملاك ومنافع ونظافة دون أن تقدم له الخدمات”.

وقال يوسف: “عمري حاليا أكثر من ثلاثين عاما وللأسف لم أشارك في أي انتخابات محلية، فعندما جرت في بعض المدن بقطاع غزة كنت صغيرا ولا يحق لي الاقتراع، وبعد مرور هذه السنين، اتوق لممارسة حقي وإعطاء صوتي لمن يستحق ويقدم لنا الحلول للمشاكل ويوجد بيئة نظيفة ومياه شرب صالحة وبنية تحتية ملائمة دون التذرع بشماعة الاحتلال، الذي لا يغفل أحد أنه هو السبب بكل مآسينا، لكن علينا خدمة أنفسنا بتحسين الحياة المعيشية والنفسية بانتخاب مسؤولين يكونون على قدر المسؤولية وتحمل أعباء الناس والتخفيف من معاناتهم”.

المواطنة ليلى عبدو (36 عاما) من حي النصر شمال مدينة غزة، تقول لـ”وفا” إن “حرماننا من الانتخابات البلدية، سببه الخوف من فوز أعضاء مجالس بلدية غير حزبيين هدفهم تقديم المساعدة للناس… بلدية غزة وغيرها في القطاع، قامت “حماس” بتعيين أعضاء مجلسها، والمواطن لم ينتخب ولم يعبر عن رأيه ويرفض التعيين في البلديات ويتمنى السماح له بالتعبير عن رأيه وحقه في الانتخابات حتى يجدد هذه المجالس”.

وتؤكد عبدو الحاصلة على شهادة جامعية في إدارة الأعمال “أن تجديد شرعيات المجالس البلدية كل فترة هو من صالح المواطن… فمن يقصر في تقديم الخدمة ينتخب غيره… أنا مع الانتخابات وليس التعيين كما هو حاصل في غزة… ولماذا الخوف من صوت الناس وصندوق الاقتراع”.

وتضيف: “في مدننا وقرانا بالضفة تجري الانتخابات المحلية والبلدية وانتخابات الاتحادات ومجالس الطلبة في الجامعات والكليات بكل اريحية وامام الجميع والكل يسلم بالنتائج التي يفرزها الصندوق، نحن في غزة نأمل أن نكون كذلك… والصندوق هو الفيصل والحكم والذي يفوز يشكل المجلس في أي هيئة”.

المواطن إيهاب حجي (29 عاما) من مدينة غزة، يقول إن “الظروف مهيأة بشكل تام لإجراء الانتخابات في البلد وما حد يزاود… والخائف من إجرائها يعلم مسبقا أن الناخب سيقصيه… في الضفة المواطن يدلي بصوته من دون تأثير لا حزبي ولا فئوي، لكن في غزة محرومين”.

ويضيف حجي وهو خريج كلية الهندسة: “الجميع بحاجة لاجراء الانتخابات التي لم تجر منذ سنين في قطاع غزة، لأننا نريد تحسين الخدمات اليومية من مياه وكهرباء وبنية تحتية”.

البروفيسور كمال الأسطل أستاذ العلوم السياسية، يقول: “نحن نعيش في ظل مجالس معينة منذ أكثر من عقد ونصف ولا تلبي أي حاجة للمواطن، فتحولت المؤسسات البلدية لمؤسسات جباية واثقال الأمور الحياتية على كاهل المواطنين دون خدمة حقيقية للمواطن، وبالتالي أصبح هناك تكدس وظيفي في البلديات، يدفع رواتبهم المواطن من دون الخدمة الحقيقية التي يجب أن يتلقاها على الأرض”.

ويضيف الأسطل لـ”وفا”، “بالتالي كل وعود المجالس المعينة في غزة أثبتت أنها غير ذات جدوى بالنسبة للمواطن ولا تحل أي أزمة فالكهرباء هي الكهرباء.. الأزمة مستمرة والغاز والجباية وتراكم الفواتير، فلم تحل أي مشكلة والطرق ما زالت على حالها، كل شيء ما زال في أزماته المتراكمة كالصرف الصحي وغرق البيوت والطرقات والأراضي بمياه الامطار”.

ويتابع: كنت أتمنى أن تمارس جماهير قطاع غزة نفس الحقوق التي تمارسها جماهير الضفة الغربية بانتخابات ديمقراطية بما فيها انتخابات الهيئات المحلية والمؤسسات الشعبية مثل مجالس الطلاب.

ويضيف: “بالأمس فازت الجبهة الشعبية في إحدى الجامعات بمجلس الطلبة وقامت حركة فتح بتسليم المجلس للكتلة التي انتخبت بشكل ديمقراطي وسبق أن قامت حركة فتح بتسليم حركة حماس في 2006 مقاليد الحكم في قطاع غزة، وبالتالي ليس هناك أي مشكلة طالما أن الارادة الشعبية يتم احترامها، كنت أتمنى أن يكون ذلك، لكن الأماني شيء والواقع المرير الذي يعيشه الشعب شيء آخر”.

ويقول المواطن محمد أبو علي من غزة: “نحن نعيش في غزة كأننا في كوكب آخر، لم نشارك بأي انتخابات محلية، نتمنى أن تكون عندنا حرية رأي وتعبير، وأن ننتخب الشخص المناسب في المكان المناسب، نحن غير راضين عن عدم تنفيذ وإجراء الانتخابات البلدية في غزة، ونأمل من حماس اجراء هذه الانتخابات في غزة”.

ويضيف “يجب أن يسمح للمواطن بأن يختار من يمثله في هذه المجالس، فبلدية غزة على سبيل المثال، لم تجر فيها انتخابات منذ أكثر من أربعين عاما”.

وكانت جرت في 11 كانون الأول/ ديسمبر2021، المرحلة الأولى من انتخابات الهيئات المحلية في 154 هيئة محلية بالضفة الغربية، بينما لم تجر في قطاع غزة بعد رفض “حماس” التي تسيطر على القطاع بالقوة.

يشار إلى أنه منذ عام 2006 لم تجرَ أي انتخابات محلية في قطاع غزة بسبب منع حركة حماس إجراءها ما حرم أجيالا كاملة من المواطنين من حقهم في الانتخاب.

آخر الأخبار

أحدث البرامج