مجدولين زكارنة –
عبر عدة درجات يمكنك أن تدخل إلى عالم مائي مغطى بأقواس حجرية عمرها 1300 عاما تتجول بها عبر قوارب إنها بركة العنزية “الأقواس” في مدينة الرملة، مخيلتك لا تطيعك تذهب إلى أبعد ما يكون، وجميعا ننتمي إلى ذات السؤال، كيف ومتى ولماذا ضاعت منا هذه البلاد بمافيها من إبداع، ندرب قلوبنا على تقبل فكرة موجعة، نحاول أن نستجير بقول العظيم محمود درويش “احمل بلادك أنّنا ذهبت وكن نرجسيا إذا لزم الأمر”.
بنيت بركة العنزية في مدينة الرملة زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد عام 789م وسميت بذلك لأن الماعز كانت تردها للشرب.
تحفة معمارية متوارية تحت الأرض مساحتها 500 متر مربع، مصدر المياه فيها يرد من منطقه تل أبو شوشة شرقي الرملة.
البركة تقاوم محاولات الاحتلال تهويد مدينة الرملة كما صمدت أيضا أمام زلزال ضرب المنطقة لتظل أكبر خزان ماء تحت الأرض على مدى التاريخ على مساحة نصف دوم.
للبركة أسماء أخرى منها بركة “الخيزران” وهو اسم والدة الخليفة العبّاسي هارون الرّشيد (الخيزران بنت عطاء) المؤسس.
على الجدران منقوش بالخط الكوفي تاريخ نشأة البناء شوّه الزلزال بعضًا منه، لكن من الممكن استخلاص المكتوب: بسم الله الرّحمن الرّحيم أمر وكيل أمير المؤمنين أطال الله عمره بالبناء في شهر ذي الحجّة سنة 172 هجريّة”.
قديما كانت بركة العنزية مقصدا للأهالي والحجاج لا يحتاجوا اذنا لدخولها وجلب الماء منها أما الآن على كل زائر للبركة دفع رسوم عند دخوله، لبلدية الاحتلال التي تسيطر عليها وجعلتها مزارا سياحيا للأجانب.
بركة العنزية إسلامية عباسية على الرغم من أن سكان حي العنزية غادروه قسرا نتيجة نكبة عام 1948 واحتلال الكيان الصهيوني لمدينة الرملة، وتعتبر العنزية البركة الوحيدة المفتوحة للزوار ضمن 5 برك مغلقة.
عليك أن تجدف بقارب صغير للتجوال في البركة التي تعلوها الأقواس المتينة التي تشي بعبقرية العمارة الإسلامية في تلك الحقبة الزمنية والتي ساهمت في مقاومة تهويد الاحتلال للمعلم المعماري العباسي رغم عديد محاولاتهم.
