Search
Close this search box.

فيلم أميرة من وجهة نظر المعتقل!

pbc v+p (16)

كتب المحامي الأسير طارق برغوث حول فيلم “أميرة” من سجن النقب

الأسير طارق برغوث
الأسير طارق برغوث

-فيلم أميرة ما هو إلا قصة استنتاج سطحي مصدره بعض العقول التي تعاني من أمراض الهزيمة، فهو غير مبني على وقائع وحقائق، بل على حزمة من الشكوك لنفسٍ مهزومة.
قبل ١٢ عامًا تقريباً، عندما كنت في بداية عملي في وزارة الأسرى، تلقيت اتصالاً من المدير المسؤول عني، أذكر أنه كان شخصاً حاد الطباع، طلب مني حينها التوجه إلى استديو الأخبار لإحدى القنوات الفضائية، كي أقدم وجهة النظر القانونية وإلى حد ما الوطنية، فيما يخص تهريب “نطف الأسرى” القابعين في سجون الاحتلال.
لو كانت الخيرة لي في تلك الأيام، لما وافقت نظراً لحساسية الموضوع وحداثته، الا أنني فضلت الإمتثال كي أتحاشى الصدام مع مديري حاد الطباع…أذكر انني أثناء المقابلة تلعثمت كثيراً وتملكني الإحراج حتى التعرق.
-اليوم أنا أرصد الظاهرة عن قرب، وأستطيع أن أجزم ان تهريب النطف يعادل عملية هروب كبرى من هذه السجون.
بعد تبادل الأسرى عام ٢٠١١، تصاعد حجم التحدي داخل الحركة الأسيرة، ومنهم من أمضى داخل السجون عقوداً عدة، خلالها تقلبت بهم أطوار الزمن، وهم قد دخلوا السجون شبابًا، ثم أصبحوا كهولاً، فشيوخاً، إلى أن أمسوا عجائز، غريزة البقاء المزروعة بداخلهم بدأت تحاصر وتقتل من قبل سجانيهم، وهنا انتفضت هذه الغريزة وسط نكران وصمت أبناء جلدتهم لتنشر من جديد جيناتهم وصفاتهم الوراثية بتربة وطنهم حتى تستمر الثورة.

-إنَ أطفال الأسرى القادمون من النطف المحررة، هم رمز انتصار الجنس البشري على قوى الظلام والهدم، هم أمراء هذا العالم المليئ بالبشر ذوو البعد الواحد، هم نموذج مغاط تمامًا لفكر الهزيمة المسيطر، الذي أنتج وأخرج عمل درامي مثل فيلم “أميرة”
سجن النقب/ديسمبر ٢٠٢١/طارق برغوث

 

آخر الأخبار

أحدث البرامج