وجه رئيس الوزراء المكلف الدكتور محمد مصطفى، اليوم الجمعة، رسالة إلى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، حول قبوله بتكليف سيادته له بتشكيل الحكومة الـ19.
وفيما يلي نص الرسالة:
سيادة الرئيس محمود عبّاس حفظه الله،
رئيس دولة فلسطين
رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
يشرفني قبول تكليفكم لي بتشكيل حكومتكم، الحكومة التاسعة عشرة، والتي سنقدمها لسيادتكم خلال المدة المحددة في القانون، وذلك بعد إجراء مشاورات واسعةللإقرار والمصادقة من قبل سيادتكم.
إنني وإذ أتشرف بقبول هذا التكليف، فإنني مدرك خطورة هذه المرحلة التي تمر بها قضيتنا الوطنية والظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا الصامد وحجم التحديات القائمة، خاصةً أمام تبعات هذا العدوان على شعبنا الذي يتواصل لشهره السادس والذي خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى ومئات آلاف المهجّرين، ودمار البيوت والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والطرق في قطاع غزة الحبيب، لنكرر موقف سيادتكم أن لا دولة دون غزة، ولا دولة في غزة، بعيداً عن الضفة والقدس. ويضاف إلى هذا العدوان، جرائم القتل، والتدمير، والاجتياحات، وإرهاب المستوطنين، والاعتقالات المستمرة في محافظات الوطن الأخرى،وتحديداً في مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وفي ظل الحصار الماليّ والاقتصادي وقرصنة أموالنا التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية.
إلا أننا يا سيادة الرئيس نؤمن أن ما يتعرض له شعبنا من عدوان، يتطلب المزيد من الجهود ووحدة الصف ومواصلة العمل السياسي والدبلوماسي على الساحة العربية والدولية، وجميعها استمرار لجولات نضالية على طريق الحرية والاستقلال بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وما عمل الحكومة ضمن الأوليات التي كلفتمونا بها إلا ركيزة أساس من ركائز الصمود والبناء والتحرير.
سيادة الرئيس،
ستعمل الحكومة فور مصادقة سيادتكم على تشكيلها، على تنفيذ المهام التي وردت في كتاب التكليف، وفق القوانين والإجراءات المتبعة، ووفق الأولويات القابلة للتطبيق فوراً، وضمن إستراتيجية على المدى المتوسط والمدى البعيد، بما يمكنها من القيام بما هو مطلوب منها، وفي المقدمة رفع المعاناة عن أبناء شعبنا، وخاصة في قطاع غزة، وتقديم كل أشكال الدعم والإغاثة لأبناء شعبنا هناك، والتحضير منذ هذه اللحظة لعمليات الإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار، ورفع مستوى أداء المؤسسات الوطنية وتوحيدها ما بين المحافظات الشمالية والجنوبية، ومواصلة وتعزيز البرامج الخاصة بالإصلاحات، ومحاربة الفساد، والمكاشفة، والمساءلة، والعمل بالتوازي على معالجة الأزمة المالية وإطلاق ورشة وطنية للخروج من حالة الأزمة إلى التنمية الاقتصادية، وبالتأكيد مواصلة الدفاع عن مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتمكين المواطنين في المناطق المهمشة والمستهدفة لتعزيز صمودهم على أرض وطنهم. كل ذلك ضمن إطار يعزز الشفافية والحكم الرشيد، وضمان الحريات العامة، وحرية الصحافة، والتشاركية مع مكونات المجتمع كافة، وسيتم عكس هذه الأولويات في برنامج عمل الحكومة.
سيادة الرئيس،
نقدر عالياً حرص سيادتكم وتوجيهاتكم لنا على أن نقوم بواجبنا تجاه شعبنا وأهلنا لتضميد الجراح وتقديم يد العون، وهذا ما نعاهد الله عليه ونعاهد سيادتكم ونعاهد شعبنا بأننا سنبذل قصارى الجهود لتحقيق ذلك.
لطالما عانى شعبنا منذ النكبة المستمرّة منذ عام 1948 وصولاً إلى حرب الإبادة القائمة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، وهذا الاستهداف اليومي لمدننا وقرانا ومخيماتنا ومقدساتنا وتحديداً في القدس، ولكن هذا العدوان وهذا الاستهداف لن يكون إلا سبباً لمضاعفة الجهود لتعزيز صمود شعبنا واستكمال مسيرة البناء للوصول إلى الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، التي نعمل لأجل تحقيقها جميعاً تحت قيادتكم الحكيمة، وصون كرامة المواطن القائمة على العدل، وعلى عقد اجتماعي يكفل الحقوق والواجبات ضمن إطار سيادة القانون.
وأخيراً، فإننا نقدر عالياً ثقتكم بنا، ونعدكم ببذل قصارى الجهود، وأن نستجمع الكفاءات والطاقات الوطنية من أجل أداء هذا الواجب المقدس، وبدعمكم يا سيادة الرئيس والقيادة في مسيرة البناء والتحرير.
الرحمة لشهداء شعبنا
الشفاء للجرحى
والحرية للأسرى
د. محمد مصطفى
رئيس الوزراء المكلّف