سنوصل جرائم الاحتلال إلى العالم أجمع مهما كانت التضحيات
قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن اغتيال مراسل تلفزيون فلسطين محمد أبو حطب، جريمة مركبة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في محاولة منه لإسكات الصوت والصورة، وطمس الحقيقة عن الجرائم التي تُرتكب بحق أهلنا هناك.
وأكد الوزير عساف، خلال وقفة حداد على الشهيد أبو حطب نظمتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، اليوم الجمعة، في مقر الهيئة برام الله، أن هذا الاحتلال يوصل بهذه الجريمة رسال إرهاب بالدم للإعلام الفلسطيني بشكل عام، والإعلام الرسمي بشكل خاص، أن الثمن سيكون كبيرا إذا ما استمرينا في نقل معاناة أبناء شعبنا، وفضح جرائمه.
وأضاف: لن نتوقف عن القيام بواجبنا تجاه أهلنا في القطاع، ومسؤوليتنا الوطنية، والأخلاقية، والمهنية تحتم علينا أن ننقل المعاناة التي يتعرض لها شعبنا في كل مكان، فكلما زادت جرائم الاحتلال، كلما زاد إصرارنا على فضح وكشف هذه الجرائم.
وتابع الوزير عساف: نقف اليوم لنودع زميلا عزيزا علينا، فقد تابعناه خلال الأيام الماضية منذ بدء العدوان وقبل استشهاده، لم يفارق الشاشة، ولم يغب عن مكان عمله لحظة واحدة، وهو من أكثر المراسلين الذين نقلوا صورة وصوت ومعاناة أهلنا في القطاع، بالتالي فقدنا وخسارتنا فيه كبيرة، ولذلك تأتي الوقفة لنوصل رسالة إلى زملائنا في القطاع أننا معهم، ونقف إلى جانبهم، ولن نتركهم وحيدين فريسة لهذا الاحتلال الإجرامي.
وأكد: هذه الجريمة سنضعها على طاولة المجتمع الدولي، والاتحاد الدولي للصحفيين، والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان، التي عليها أن تعطي موقفا عمليا لوقف هذه الجرائم بحق الصحفيين، وبحق أبناء شعبنا، وعلى المجتمع الدولي أن يحاسب إسرائيل على كل هذه الجرائم.
وأردف الوزير عساف أن الشهيد أبو حطب ليس الشهيد الأول، إذ “استشهد عشرات الصحفيين خلال السنوات الماضية، وقصفت مقراتنا في غزة والضفة، وتم استهداف طواقمنا بشكل مباشر، والاعتداء عليها، كما جرى مع الزملاء في وكالة “وفا” محمد أبو بكر، وجعفر صدقة، صباح اليوم، حيث تم اعتقالهما عند حاجز عين سينيا العسكري، وكل ذلك يؤكد أن الاحتلال يستهدف الاعلام الرسمي الفلسطيني، ويدلل أيضا على مدى انزعاج الاحتلال من الدور الذي يقوم به هذا الإعلام، مشيرا الى إدراكنا لحجم المخاطر التي نواجهها.
وأكد أن الاحتلال لا يكترث للقوانين والأعراف الدولية، وهذه مسؤولية جزء من المجتمع الدولي الذي يقف إلى جانب الاحتلال ويدعي أنه راع للديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير، فهو لا يشاهد جرائمه بحق الصحفيين والأطفال والمدنيين، ولا الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.
وشدد الوزير عساف على “أننا سنبقى مصرين على القيام بواجبنا وإيصال رسالتنا للعالم، ولن تستطيع قوة أن تحجب هذه الجرائم أو أن تطمس الحقائق، وسنوصل جرائم الاحتلال إلى كل مكان مهما كانت التضحيات، وخسارتنا كبيرة، فقد قدمنا أربعة شهداء منذ بدء هذا العدوان الإسرائيلي على شعبنا في غزة، وآخرهم الشهيد أبو حطب، ولن يكون الأخير، لأننا سنكون العين الراصدة لجرائم الاحتلال وسنطارد الاحتلال من خلال كاميراتنا، ومراسلينا في كل مكان”.
وقال إن الصحفي الفلسطيني هو جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وبالتالي هو ليس محايدا، بل له موقف بضرورة إنهاء هذا الاحتلال، وهذه هي الحقيقة التي يجب على الصحفي نقلها للعالم أجمع.
ووجه الوزير عساف تحية إكبار وإجلال لزملائنا في قطاع غزة الذين أخذوا على عاتقهم نقل الصورة والمعاناة رغم الظروف الصعبة والمستحيلة التي يعملون بها، إذ “لا يوجد لدينا مقر ومكان للانطلاق منه، عدا عن الاتصالات الصعبة وشبه المستحيلة، وعدم توفر أبسط مقومات العمل، ولكن رغم ذلك يتسابقون لنقل معاناة الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر ينطبق على الزملاء في الضفة الغربية”.
بدوره، قال مدير عام الأخبار محمد البرغوثي إن الزميل أبو حطب انضم لكوكبة الشهداء من الصحفيين وكل أبناء شعبنا الذين نذروا أنفسهم خدمة لقضيتهم وبلدهم ومشروعهم الوطني، مؤكدا “أننا أصحاب رسالة وطنية ولسنا مجرد موظفين، وسنحمل صوت وصورة وصمود وتضحية أبناء شعبنا إلى العالم”.
واستشهد أبو حطب و11 من أفراد عائلته مساء أمس، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزله في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وباستشهاد الزميل أبو حطب، يرتفع عدد شهداء الإعلام الرسمي خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى أربعة شهداء، حيث استشهد في الأيام الماضية الزملاء ماجد كشكو وعماد الوحيدي ونظمي النديم، مع عدد من أفراد عائلاتهم في غارات شنها الاحتلال على منازلهم.