أجبر جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت، المتواجدين في مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة من مرضى، ومصابين، ونازحين، وطاقم طبي، على إخلائه، عبر مخروج واحد، والتوجه سيرا على الأقدام نحو شارع الوحدة، ومنها إلى شارع عمر المختار، ثم طريق صلاح الدين، ومن ثم إلى الجنوب.
وأفادت مصادر طبية في غزة، بأن 120 مريضا من الحالات الصعبة والأطفال الخدج لا يزالون داخل المجمع، لصعوبة خروجهم.
ووصف العديد من الأطباء عملية الخروج بالصعبة، إذ أجبروا على رفع الرايات البيضاء، والطرق لم تكن سهلة، وصعب التعرف عليها، بسبب عملية التخريب الواسعة في البنية التحتية، فلم تعد الشوارع كما كانت، كما واجه المرضى صعوبة في المشي، فمنهم من اعتمد على “العكاكيز” لمواصلة المشي، وهم في حالة اعياء شديد.
وقد حاصرت قوات الاحتلال مجمع الشفاء على مدار تسعة أيام، ودمرت الأجهزة الطبية فيها، كما تسبب في استشهاد مصابين وعدد من الأطفال الخدج.
وقد تعرضت عدة مباني من مجمع الشفاء للقصف عبر طائرات الاحتلال ومدفعيته، بعد أن كانت قد دمرت مبنى قسم القلب القديم في الجهة الغربية منه.
مجمع الشفاء الطبي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، تأسس عام 1946، في عهد الانتداب البريطاني في مدينة غزة، وكان في شكله الأولي أكشاكا صغيرة تقدم خدمات الرعاية الطبية إلى المرضى، وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي في القطاع، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله.
يضم المجمع، ثلاثة مستشفيات متخصصة، وهي: مستشفى الجراحة، ومستشفى الأمراض الباطنية، ومستشفى النساء والتوليد، مع قسم حضانة للأطفال الخدج، إضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط، ويحتوي على 500-700 سرير.