Search
Close this search box.

الأب الذي حُرم الفرحة ثلاث مرات

ابو معتز

بسام أبو الرب – لا يزال الفتى محمد نبيل غانم (14 عاما)، من بلدة صرة جنوب غرب نابلس، يعيش حالة من الصدمة بعد تلقيه نبأ استشهاد والده يوم أمس، عندما أطلقت عليه قوات الاحتلال النار بالقرب من جدار الفصل العنصري جنوب قلقيلية.

الفتى غانم بات ليلته على سرير والده الشهيد، الذي كان متعلقا به ويخططان معا لإنهاء الدراسة، وتحمل الأعباء عن والده الذي كان يعمل داخل أراضي العام 1948 لأكثر من 30 عاما، تعرض خلالها لأكثر من حالة اعتقال، أطولها لثلاث سنوات خلال انتفاضة الحجارة.

 والده شهيد لقمة العيش نبيل (53 عاما)، ارتقى برصاص الاحتلال، أثناء محاولته الدخول عبر إحدى فتحات جدار الفصل، ولا تزال تحتجز جثمانه في مستشفى مئير في كفار سابا داخل أراضي عام 1948.

أمام منزله، الواقع على أطراف بلدة صرة، يجلس عدد من الأقارب وأهالي البلدة، يرتقبون خبر تسليم جثمانه بعد استدعاء الارتباط الإسرائيلي لأفراد العائلة.

يحاول نجل الشهيد الأكبر معتز (31 عاما)، أن يبدو متماسكا أمام جموع الحاضرين، بعد ان أصبح مسؤولا عن عائلته التي تتكون من سبعة أفراد بعد استشهاد والده، أصغرهم يبلغ من العمر 14 عاما.

يقول الشاب غانم: ليلة السبت كان الحديث الأخير بيني وبين والدي، الذي كان يحب جمعة العائلة والتفافهم حوله، فقال لي “يلا يابا شد حالك بدنا نشوفلك بنت حلال نفرح ونزوجك”.

ويضيف في حديث لمراسل وكالة “وفا”، “ان الاحتلال حرم والدي من حضور حفل نجاحي من “التوجيهي” عام 2009 بعد اعتقاله لفترة، ثم حرمه من حضور حفل تخرجي من إحدى الجامعات المغربية، بسبب منعه من السفر، واليوم يحرمه فرحة زواجي الذي كان ينتظره”.

دراسة نجل الشهيد معتز الهندسة كانت رغبة والده التي كان يخطط لها منذ الصغر، وجل همه تدريس أولاده جميعا، وكان يكد ويعمل من أجلهم.

ويتابع غانم “قبل ذهابه إلى العمل داخل أراضي عام 48، أكد والدي انه سينهي العمل الذي كان يقوم به، ويتقاعد بعدها، ليتفرغ للعائلة، ولتعليم أختي وأخي الصغيرين”.

ويقول “انطلق والدي وأخي معتصم الساعة الرابعة فجرا الى مدينة قلقيلية؛ وهو يسبح ويستغفر، حتى يصلا باكرا، لكن كل الطرق كانت مغلقة أمامهما، فقرر اخي العودة الى البلدة، بعد ان تناول فطورهما سويا، وذهب والدي وحده، وبعد وصوله الى إحدى الفتحات في جدار الفصل العنصري برفقة اثنين من البلدة، أطلق الاحتلال النار عليهم، بعد ان علق والدي داخل أحد الأسلاك الشائكة”.

ويؤكد غانم “أن الاحتلال يحاول تسويق رواية زائفة بخصوص حيثيات إطلاق النار على والدي، وان ما حدث فعلا وحسب رواية الشبان الذين كان معهم، انه لم يحاول قص أو فعل أية أمور قرب الجدار”.

قوات الاحتلال تلاحق العمال على امتداد جدار الفصل العنصري في قرى وبلدات الضفة الغربية، وتمنع الآلاف من الوصول إلى أماكن عملهم داخل أراضي العام 48.

وكان الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، استنكر “عملية الاغتيال البشعة لشهيد لقمة العيش العامل نبيل غانم.

وأضاف، أن حكومة الاحتلال تتعمد التضييق على العمال الفلسطينيين، حيث يتعرضون يوميا لملاحقات، واعتقالات، وإصابات، ومن بينهم من يرتقون برصاص الاحتلال، فقد بلغ عدد شهداء لقمة العيش منذ مطلع العام الجاري 38 شهيدا.

آخر الأخبار

أحدث البرامج