– الإعلام بكل أدواته ووسائله يستطيع أن يصنع الفارق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
– وقف حرب الإبادة الجماعية أمر ملح وشرط ضروري لإبقاء الأمل بحل الدولتين
– الدولة الفلسطينية المستقلة ضرورة لاستتباب الأمن والاستقرار
قال المشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن الرواية الفلسطينية انتصرت على رواية الاحتلال، وان ما يحصل من تظاهرات على مستوى العالم، والاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين، وتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرارات لصالح فلسطين، دليل واضح على تبني العالم لروايتنا.
وأضاف الوزير عساف في كلمته أمام المنتدى الإعلامي “الإعلام والحق الفلسطيني”، الذي نظمه اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي “يونا”، بالتعاون مع الأمانة المساعدة للاتصال المؤسسي في رابطة العالم الإسلامي، بعنوان: “خطوات عملية للبناء على مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين”، أن هذا الانتصار كان له ثمن باهظ، حيث استشهد نحو 150 صحفيا فلسطينيا أثناء القيام بواجبهم في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن تضحيات شعبنا الذي قدم أكثر من 37 ألف شهيد، والحراك السياسي الذي يقوده الرئيس محمود عباس، والدعم العربي والإسلامي والدولي، والجهود الجبارة التي يبذلها الاعلام الفلسطيني، أدت إلى وصول روايتنا ورسالتنا إلى العالم كله.
وأكد الوزير عساف خلال مشاركته في فعاليات المنتدى عبر تطبيق “زووم”، ان الإعلام بكل ادواته ووسائله له دور حاسم في عالم اليوم، وانه يستطيع ان يصنع الفارق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فجوهر الصراع هو على الرواية، وهو صراع صعب ومعقد لأنه متداخل مع ثقافات واطماع.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي بدأ يتفهم أكثر فأكثر، الرواية الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأن ما حصل ويحصل في محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، وفي تصويت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، ما هو إلا دليل على أن الروية الصهيونية القائمة على تزوير التاريخ والواقع يمكن هزيمتها.
وقال: لقد أصبحت مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومبدأ حل الدولتين مرتبطين في وعي الغالبية العظمى في المجتمع الدولي بأنها المؤشر لأي كفة تنحاز البشرية، كفة العقل والحكمة او كفة البربرية والتوحش، وان موجة الاعترافات الاخيرة بالدولة الفلسطينية، (إسبانيا وايرلندا والنرويج وسلوفينيا)، تدخل في هذا السياق وتمثل صحوة لرفض العالم للوحشية الإسرائيلية التي تمارس بشكل منفلت في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فقد انتهى الزمن الذي يمكن ان تفلت إسرائيل من المحاسبة والعقاب، فلم يعد مقبولا ان تستمر سياسة الكيل بمكيالين.
وأشار الوزير عساف إلى أن ما يجري في فلسطين الان هو نكبة جديدة، فماذا يمكن أن نطلق على التدمير الشامل لقطاع غزة، وحرب الابادة الجماعية، التي اسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 37 ألف مواطن ونحو 85 ألفاً آخرين، وعلى إرهاب قوات الاحتلال والمستعمرين في الضفة، والحصار المالي والاقتصادي المتزامن مع ضغوط سياسية، سوى أن شعبنا الفلسطيني يعيش في نكبة متواصلة.
وشدد على أن وقف حرب الابادة الجماعية هو الامر الملح الان، هو الشرط الضروري لإبقاء الامل بحل الدولتين، مشيرا إلى أن خطر التهجير القسري لا يزال ماثلا، وخطر تقويض ان تكون للشعب الفلسطيني دولته المستقلة لا يزال قائما، ما دامت سياسة الاستيطان والتهويد مستمرة بوتيرة متسارعة، وما دام تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني يتواصل.
وقال عساف: لقد اثبت التاريخ الدموي للصراع، والانفجار الخطير الراهن في المنطقة والعالم، ان الدولة الفلسطينية المستقلة هي ضرورة، اذا ما اردنا أن يستتب الامن والاستقرار، وان يعم السلام وان تنتصر لغة الحوار والتعايش، مؤكدا أن الوصول الى هذا الهدف لن يتم الا عبر احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية، وأن المبادرة العربية هي خارطة الطريق الاكثر واقعية لإحلال السلام العادل والشامل.
وشدد على أن شعبنا الفلسطيني أسقط كل المقولات والافكار العنصرية المستمدة من زمن الاستعمار القديم، والتي تتنكر لوجوده وتحاول ان تلغيه وتدعي انه شعب زائد، بفعل صموده الاسطوري في مختلف مراحل كفاحه الوطني، وهو يستحق ان يكون حرا مستقلا على ارض وطنه، وان تكون له دولته الوطنية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس.
وأعرب الوزير عساف عن شكره للعمل الدؤوب، الذي قامت به وكالات الانباء لدول منظمة التعاون الإسلامي، وكان لها أكبر الاثر في دعم ونصرة شعبنا الفلسطيني وفي مواجهة حرب الابادة الإسرائيلية.
وثمن جهود كافة وسائل الاعلام العربية والإسلامية، التي لم تتوقف لحظة عن كشف جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، مشيرا إلى أن ثمرة هذه الجهود بدأت تظهر للعيان من خلال التضامن الدولي الواسع مع شعبنا وقضيته العادلة، وبالاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية.
وأعرب الوزير عساف عن شكره العميق لاتحاد وكالات انباء دولة منظمة التعاون الإسلامي “يونا”، على تنظيم هذه الندوة، التي تأتي في وقت عصيب تتأرجح فيه الفرص بين أن تنتصر البشرية لمنطق العدل والانصاف، ومنطق القيم الإنسانية والسلام، او تبقى أسيرة لمنطق القوة الغاشمة المتوحشة، الى قانون الغاب الذي ترغب حكومة إسرائيل اليمينية الفاشية ان يسود، من هنا تأتي اهمية عقد هذه الندوة وكل الانشطة والتحركات التي من شأنها ان ترجح كفة الخير.
وشارك في اعمال المنتدى الذي عُقد افتراضيا عبر تطبيق “زووم”، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، والمدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي محمد اليامي.
وتضمن برنامج المنتدى الإعلامي، ثلاثة محاور رئيسية إلى جانب الجلسة الافتتاحية، وجميعها تمحورت حول ضرورة تعزيز التعاون الإعلامي.
وتناول المحور الأول: خطوات عملية في التعاون الإعلامي لدعم مبادرات الاعتراف بدولة فلسطين، وتحدث فيه كل من: رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء كرواتيا ماجدة تافرا فالهوفيتس، والأستاذ المحاضر في جامعة جنيف ومعهد العلوم السياسية في باريس حسني عبيدي، والرئيس، المدير العام لوكالة تونس افريقيا للأنباء ناجح الميساوي.
وفي المحور الثاني، الذي ركز على المصطلحات الإعلامية ودعم الحق الشرعي للشعب الفلسطيني، تحدث كل من: رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء عموم افريقيا “بانابريس” إبراهيم هدية المجبري، ورئيس منظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهندي “أوانا” علي نادري.
أما المحور الثالث والأخير، فتناول “صحافة السلام وتعزيز دور الاعلام في حل الازمات الدولية “فلسطين أنموذجا”، لكل من المتحدثين: رئيس اتحاد وكالات أنباء أمريكا اللاتينية خوان مانويل، ومستشار إعلامي متعاون برابطة العالم الإسلامي، باحث في الاتصال والحوار الحضاري المحجوب بنسعيد، والكاتب في صحيفة أفتنبوستن النرويجية حول قضايا الإسلام والتطرف والعلمانية محمد عثمان رانا.