أمل حرب- “ولدت من جديد”.. هكذا اختصرت الأسيرة المحررة من سجون الاحتلال الإسرائيلي آيات محفوظ (31 عاما) من مدينة الخليل، وضعها الصحي والنفسي، بعد نجاح عملية أجريت لها في احدى مستشفيات مدينة رام الله، لإزالة “أنبوب” بطول مترين يصل بين الدماغ والجهاز البولي.
محفوظ تعالت على جروحها وشعرت بالفرح والأمل بعدما بدأت بالتعافي شيئا فشيئا من آلامها التي امتدت على مدار 6 سنوات، وهي الفترة التي أمضتها في الاعتقال، والتي كانت أكثرها وجعا.
وقالت لمراسلتنا، “بمجرد خروجي من العملية استطعت تحريك يدي، وعلى أمل أن أستطيع تحريك قدمي والوقوف وممارسة حياتي بشكل طبيعي”.
وأضافت، كان في هذا الأنبوب انسداد، وكتل متخثرة ومع الوقت أصبح لا يصرف السوائل، وأثر على حياتي وأعصابي وأثر على قدرتي على النطق، وتحريك أطرافي.
وأشارت إلى أن سياسة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال أوصلتها الى هذا الوضع الخطير، حيث من المفترض ان يتم تغيير الأنبوب كل ستة أشهر، في الوقت الذي لم يتم تغييره لأكثر من خمس سنوات، ما تسبب بزيادة معاناتها الصحية والنفسية.
وقالت، كانت الأسيرات يحاولن ان يساعدنني على الاقل نفسيا للتخفيف من معاناتي، منهن الاسيرة امل طقاطقة، وشروق دويات.
وتابعت: كنت أطالب من شدة الالم بأن اذهب الى المستشفى او عيادة السجن، لكن إدارة السجن تماطل وتستجيب للطلب بعد اسبوع، والدواء كان فقط حبة مسكن.
وأشارت إلى حادثة وقعت لها في السجن، حينما تعرضت للضرب المبرح على رأسها من إحدى السجانات، ما تسبب لها بالدوار، والدوخة، والصداع طول الوقت، قائلة: لم تشفع حالتي هذه من الاستجواب والتحقيق والعقاب الانفرادي وكل الاساليب التي من شأنها زيادة معاناتي النفسية والصحية.
بدورها، والدة الأسيرة قالت “ان ابنتها اصيبت بقنبلة غاز في رأسها أثناء وجودها في باحة منزلهم خلال مواجهات مع الاحتلال عقب مجزرة الحرم الابراهيمي، وهي بعمر 3 سنوات، ما تسبب بحدوث نزيف داخلي على شبكية العين اليسرى، أفقدها البصر بها”.
وأضافت “أجرت ابنتي عدة عمليات جراحية داخل أراضي العام 48 والأردن، ولم تتحسن وضعف عصب العين الذي يرفع الجفن، كما عانت من وجود أكياس من السوائل حول الدماغ، وتمت زراعة أنبوب في رأسها من أجل تصريفها”.
وتعرضت آيات للاعتقال وهي على هذا الحال في أيلول/ سبتمبر 2013، وأفرج عنها منتصف العام 2014، وأعاد الاحتلال اعتقالها في العام 2016، وصدر بحقها حكم بالسجن الفعلي لمدة خمس سنوات.
وأشارت والدتها الى أن ابنتها تعرضت للاعتقال عدة مرات في فترات علاجها، وكان الأنبوب ما زال مزروعا في رأسها، وعانت من الاهمال الطبي، ولم يسمح لها بمراجعة الطبيب طوال تلك الفترة، ما ضاعف من معاناتها حركيا ونفسيا.
وتمكن الأطباء من عمل عملية لإزالته من رأسها، لتشعر ولأول مرة بعد خمس سنوات بقدرتها على تحريك يدها، ومحاولة الوقوف على قدميها.
وعبرت آيات عن سعادتها وتفاؤلها بعد تلقيها العلاج الطبيعي، وتمكنها من استعادة قدرتها على المشي والحركة.