تلقت والدة الأسير ناصر أبو سرور، النسخة الأولى من ديوان أبنها الأسير (عن السجن وأشياء أخرى)، الصادر عن دار الشروق والتوزيع في مدينة رام الله، والذي وجاء في 172 صفحة من القطع المتوسط وضم 26 قصيدة.
وشارك مجموعة من ممثلي المؤسسات المحلية والأهلية في تسليم الديوان لوالدة الأسير أبو سرور، وهو من سكان مخيم عايدة قضاء بيت لحم، ومحكوم بالسجن المؤبد والمعتقل منذ 30 عامًا في سجون الاحتلال.
وعلق رئيس المكتبة الوطنية ووزير الأسرى السابق على إصدار الديوان قبل حوالي شهر من اليوم، بقوله: “إنه ميلاد رائع للأسير ناصر، ولادة ثقافية وفكرية تحررت من ظلام السجن وقسوته، وان إرادة الابداع للتحرر الفكري والروحي أقوى من إرادة السجن وظلم الاحتلال”.
وأضاف قراقع، في حينها: “أول شيء يرفضه ناصر في ديوانه هو الاستسلام للسجن والجدار والقيد، فهو يحلق في فضاء الحرية والحياة بطريقة فلسفية وتأملية ووجدانية وكأنه يصنع حياة أخرى وافقاً آخر للمستقبل الذي يحلم به، وهو بذلك يتفوق على إرادة السجانين وعلى زمن السجن الثقيل”.
واعتبر قراقع أن “الديوان فيه لبنات جديدة في الصياغة والبناء الفني واللغوي يعكس تفاعلات الأسير مع الداخل والخارج والنفس الإنسانية، يشكل رؤية سياسية واجتماعية جاءت على شكل لوحات فنية رائعة تتبادل فيها هموم الوطن وواقع الأسرى واحلامهم المشروعة، انها ريشة مناضل هدم السجن بروحه الإنسانية وأشهر سلاحه في وجه الطغاة وبنفس ملحمي ولغة اصيلة ومحكمة وبوعي ثوري عنيد، حيث جاء في احدى مقطوعاته الشعرية:
اُكتب
والق بأقلامك تلقف ما زور من جدران حولك
أكتب
واصنع من ضيقك
متسعاً
ولون بالحياة موتك واترك حديث
النوافذ للنوافذ
اُكتب
لا بوابة للشمس وفي السماء وقت من
أجلك
فخذ وقتك كله
واُكتب
يردد الوجود ما تقوله وتأتيك بالأخبار
أسراب الحمام
يذكر أن الأسير ناصر أبو سرور من مواليد 1969 واعتقل عام 1993 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وهو من أسرى ما قبل أتفاقيات أوسلو، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقات التبادل.
حصل الأسير ناصر أبو سرور داخل السجن على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، وشهادة الماجستير في ذات التخصص، وشارك في كافة معارك وإضرابات الحركة الأسيرة في السجون.