أظهرت دراسات قام بها باحثون مؤخراً أن شوربة الدجاج الساخنة قد تكون أفضل علاج لك في مواجهة نزلات برد فصل الشتاء. ووجدت الدراسة أن لشوربة الدجاج القدرة على التخفيف من حدة أعراض نزلات البرد التي تصيب الجهاز التنفسي وتبدو واضحة على الشخص، وذلك لما لهذه الشوربة من خصائص مضادة للالتهابات.
وقام الباحثون المسؤولون عن الدراسة في جامعة نبراسكا (The University of Nebraska) في الولايات المتحدة الأمريكية بوضع ثلاث وصفات مختلفة لشوربة الدجاج تحت الدراسة. واحتوت وصفات شوربة الدجاج التي تمت دراستها على المكونات التالية: قطع من الدجاج، بصل، بطاطا حلوة، جزر، لفت أبيض، كرفس، بقدونس، وملح وبهارات.
وقام الباحثون بمراقبة تأثير شوربة الدجاج على سرعة حركة نوع معين من خلايا الدم البيضاء، ينتجه الجسم عادة لمحاربة العدوى، ليختبروا ما إذا كانت حركة هذا النوع من الخلايا تحديداً تزداد سرعة أم تقل مع تناول شوربة الدجاج، خاصة وأن الباحثين يعتقدون أن سرعة حركة هذه الخلايا هو العامل المسؤول عن ظهور أعراض البرد.
وبالفعل، وجد الباحثون أن شوربة الدجاج تبطئ من وتيرة وسرعة حركة النوع المذكور من خلايا الدم البيضاء، ما يقلل من أعراض المرض الظاهرة على النصف العلوي من الجهاز التنفسي.
كما رجح الباحثون كذلك وجود عامل مهم اخر، إذ أن لتناول شوربة الدجاج تأثير البلاسيبو، أو حبة الدواء المزيفة، فمجرد تناولها قد يعمل على شفاء المصاب بالزكام بشكل أسرع!
ناهيك عن أن الجسم يحتاج لتعويض السوائل التي يفقدها أثناء المرض، وهو ما توفره شوربة الدجاج للمريض بكل تأكيد.
وكانت دراسة قديمة يتجاوز عمرها 40 عاماً قد أظهرت أن رائحة الشوربة والبهارات التي تستخدم في تحضيره، تساعد بشكل كبير على تخفيف احتقان الحلق والمجاري التنفسية وتليين المخاط المتحشر، والذي عادة ما يرافق الزكام أو نزلة البرد.
وكانت وصفة شوربة الدجاج في مواجهة الزكام ونزلات البرد قد ذكرت تاريخياً في العديد من النصوص لفلاسفة ومعالجين قدماء، وإلى اليوم كان يعتقد أن فوائدها لا تعدو كونها شائعات، الأمر الذي بدأت الدراسات الحديثة تنفيه، لتؤكد بالفعل على فوائد شوربة الدجاج الصحية.
ولا زال العلماء في حيرة من أمرهم عن سبب تأثير شوربة الدجاج الإيجابي في علاج الزكام، ولكنهم يرجحون أنه مزيج مثالي بين مجموعة من المكونات لا زالت قيد البحث!