قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الاسرى الفلسطينيين، والتي هي من ضمن الانتهاكات الممنهجة، والواضحة بحقهم، والتي لا تراعي حقوقهم المكفولة بموجب الاتفاقيات، والمواثيق الدولية المتعلقة بحقهم في تلقي العلاج اللازم، والرعاية الطبية لهم.
وكشفت الهيئة في بيان صحفي اليوم الأربعاء، عن مجموعة من الحالات المرضية لعدد من الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، من بينها حالة الأسير عبد الكريم الريماوي (45 عاما) من مدينة رام الله، والقابع في سجن “النقب”، ويشتكي من مماطلة العيادة وإدارة المعتقل في تقديم العلاج اللازم له وتكتفي بإعطائه المسكنات فقط، فهو يعاني من إصابة دمدم سابقة بالقدم اليمنى، والخاصرة، والبطن، ومن آلام حادة بالظهر والرجل اليمنى، نتيجة لتحرك الشظايا في جسمه، وضغطها على الاعصاب، وخاصة انها تزداد ألماً في فصل الشتاء.
وخضع الأسير الريماوي الى عدة فحوصات، وصور أشعة سابقاً، وتبين ان هناك العديد من الشظايا المنتشرة بجسده، إلا ان الطبيب أبلغه بأنه لا يمكن اجراء أية عملية جراحية لإزالتها خوفاً من المضاعفات الصحية، لذلك عليه أن يتعايش مع هذا الوضع، ويعاني ايضا من مشكلة بالأسنان، حيث انه بحاجة الى تغيير التلبيسة التي تم تركيبها قبل عشرين عاما.
كما يشتكي الأسير مصطفى عودة (45 عاما) من مدينة طولكرم، والقابع في سجن “مجدو” من مجموعة من الامراض، حيث أجرى عملية تفتيت حصوة، كان يعاني منها منذ حوالي عام ونصف بمستشفى جنين الحكومي قبل الاعتقال، وتم إيصال الكلية في الحالب، بواسطة أنبوب بلاستيكي داخلي، وقد حدد له موعد لإزالته، الا انه تم اعتقاله، ولم يستطيع ازالته.
وأبلغ الأسير عودة ادارة المعتقل بأنه بحاجة الى اجراء عملية جراحية لإزالة الانبوب، وقد أبلغته عيادة السجن بأنه يجب أن يجري عدة فحوصات قبل العملية، وتم إبلاغه بموعد المستشفى في شهر (3) من هذا العام، ولكن لا يعلمون الموعد الدقيق بالضبط ، إلا أنه يعاني من مضاعفات والتهابات في منطقة المسالك البولية، ويخشى من المماطلة في موعد العملية، كما ويشتكي من مرض البواسير، وقد أجريت له عملية جراحية أثناء التحقيق معه في الجلمة ويعاني من أوجاع شديدة ويطلب العمل على عرضه على طبيب مختص، كما ويشعر بأعراض مرض السكري و يطلب فحوصات للسكري.
أما الاسير ياسر الشرباتي من مدينة الخليل والمحكوم بالسجن (المؤبدين و20 عاما)، والذي يقبع حاليا في سجن “رامون”، يعاني من ارتفاع كبير في السكر بالدم، ويأخذ حاليا دواء لانتظامه، كما يشتكي من أوجاع في العيون فهو مصاب سابقاً بعينه اليمنى، إلا أن عيادة المعتقل تماطل بتقديمه الى طبيب العيون.
وحمّلت الهيئة إدارة سجون الاحتلال المسؤولية كاملة عن استمرار مسلسل الإهمال الطبي بحق الأسرى الفلسطينيين، وطالبت المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالقيام بدورها اللازم تجاه قضية الأسرى على أكمل وجه.