قال المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن جنين فرضت نفسها على الجميع من خلال نضالها وعطائها وتضحياتها الطويلة التي بدأت منذ وجود الاحتلال وليس فقط منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
وأكد عساف أن الإعلام الرسمي الفلسطيني هو انعكاس لهذا الواقع النضالي الوطني المشرف، وأنه من الطبيعي أن يعكس الإعلام الفعل الوطني الموجود في محافظة جنين ككل.
جاء ذلك خلال زيارة الوزير والوفد المرافق له لمحافظة جنين، حيث اجتمع مع محافظ جنين كمال أبو الرب، وعدد من الشخصيات الوطنية والأهلية.
وفي مستهل اللقاء، رحب كمال أبو الرب محافظ محافظة جنين بالوزير عساف، وثمن جهود طواقم الإعلام الرسمي العاملة على الأرض في جنين والضفة وفي قطاع غزة. وأشاد بدور الوزير في النهوض بواقع الإعلام ونقل صوت فلسطين إلى كل العالم وإلى المحافل الدولية.
من جانبه، شدد عساف على دور العاملين في الإعلام الرسمي في نقل معاناة شعبنا وما يتعرضون له من عدوان إسرائيلي مستمر على مدى 11 شهرا في غزة والضفة، مشيراً إلى أن الكوادر تعمل في ظروف صعبة جداً وضمن إمكانيات غاية في الصعوبة، إضافة إلى استهداف الاحتلال المستمر للصحفيين على الأرض.
وقال الوزير عساف إن الإعلام الرسمي قدم 20 شهيدا في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بعضهم تعرضوا للاغتيال المتعمد كما حدث مع الشهيد محمد أبو حطب مراسل تلفزيون فلسطين في غزة.
وأوضح أن المسؤولية الأولى التي يحملها الإعلام الرسمي المتمثل في الإذاعة والتلفزيون ووكالة “وفا”، إضافة إلى منصاته العاملة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، هي نقل تضحيات الشعب الفلسطيني ومعاناته، وفضح جرائم الاحتلال.
وأضاف أن إحدى أهم معاركنا مع الاحتلال هي معركة الإعلام، إذ استطاعت إسرائيل عبر اللوبي الصهيوني المسيطر في العالم أن تروج على مدار 50 عاما لروايتها في كل الدول، لكن اليوم يمكن القول إن الرواية الفلسطينية وصلت إلى كل العالم بفضل الإعلام الفلسطيني ككل، وبجهود كبيرة من الإعلام الرسمي الذي استغل كل أدواته ومنصاته الناطقة بـ8 لغات في نقل الرواية الفلسطينية والحقيقة الفلسطينية الواضحة.
وأكد الوزير عساف أنه يوجد حاليا 40 مراسلا في 40 دولة في العالم، و50 منصة على وسائل التواصل كافة، وأن نسب الوصول إلى هذه المنصات عالية جداً وقد قاربت 500 مليون مشاهدة خلال الشهرين الأول والثاني من العدوان الإسرائيلي،
وأن موقع اليوتيوب التابع لتلفزيون فلسطين احتل رقم 750 على مستوى العالم في بداية العدوان، بينما اليوم وصل إلى 250 على مستوى العالم.
وأوضح أن صفحة الإعلام الرسمي الناطقة بالإنجليزية زارها 120 مليون شخص خلال الشهر الأول من العدوان على غزة، وقال: نحن نفخر بهذه الأرقام لأنها تدل على قدرة الإعلام الرسمي الفلسطيني المنافسة مع وسائل الإعلام العالمية المختلفة، والسر هو أننا نقدم الحقيقة.
وقال عساف: لدينا شيء وحيد فقط وهو الحقيقة، لذا يلجأ العالم إلينا وإلى روايتنا، لأننا انطلقنا منذ أول لحظة من العدوان لتغطية معاناة شعبنا، وحتى اللحظة استمرت تغطيتنا لمدة 11 شهرا في موجة مفتوحة على الهواء مباشرة.
وأكد عساف أن ما يحدث في غزة هو عدوان إسرائيلي مستمر منذ 11 شهراً، وأن هدف إسرائيل هو تهجير غزة من خلال قتل مقومات الحياة كافة فيها، وجعلها غير صالحة للسكن والحياة، ومن ثم الالتفات إلى الضفة وتطبيق أهدافه فيها من خلال إكمال احتلالها والسيطرة عليها.
وشدد عساف على أن الحل الوحيد هو في وحدة الشعب الفلسطيني والعودة إلى المشروع الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية، لإكمال حلم الدولة وعاصمتها القدس، وأن قرارنا يجب أن يكون فلسطينيا مستقلا، ويجب أن نكون على قدر هذه التضحيات وأن نحافظ عليها.
وحضر اللقاء وفاء كيلاني ممثلة اتحاد لجان العمل النسوي، ومدير صحة جنين وسام صبيحات، وعدد من الصحفيين والإعلاميين، ومجموعة من الشخصيات الوطنية والأهلية.
كما زار الوزير عساف مقر إقليم فتح في جنين، واجتمع مع عدد من أعضاء إقليم طوباس وجنين، وعدد من رؤساء الأقاليم في القرى والبلدات، واطلع على أوضاعهم، مؤكدا دور السلطة بقيادة الرئيس محمود عباس في إتمام المفاوضات لوقف العدوان على قطاع غزة.
كما أشاد بدور أقاليم فتح المنتشرة في دول العالم، وخاصة إقليم فتح في أميركا الذي استطاع حشد الشعوب والأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية والرافضة لعدوان الاحتلال وجرائمه، خاصة في حشد طلبة الجامعات الأميركية للوقوف مع غزة ضد السياسات الأميركية الداعمة لإسرائيل.
وقال أمين سر إقليم فتح في جنين محمود حواشين، إن هذه الزيارة مهمة للاطلاع على دور الإعلام في نقل هموم المواطنين في جنين وغزة وكل فلسطين، وإنه من الضروري مضاعفة الجهود لنقل ما يعانيه أهالي جنين والمخيم، وإبراز تضحياتهم لتعزيز صمودهم.
