Search
Close this search box.

القائد محمود العارضة.. 26 عاما إلا 5 أيام !

“قلتلو روح يابا الله يحميك ويسهّل عليك .. أبطال النفق انتصروا أكبر نصر وإن شاء بعيش وبشوف ولاد أيهم” (10)

كتبت: مجدولين زكارنة

26 ربما يكون هذا الرقم عاديا بالنسبة لك، لكنه حتما ليس عاديا على شخص قضى هذه المدة داخل عتمة وظلام السجن الذي خيم على أحلامه وشباب عمره.

اليوم أتم الأسير محمود العارضة قائد عملية نفق الحرية، عامه الـ 26 في سجون الاحتلال، 26 عاما إلا 5 أيام وهو عدد أيام الحرية التي عوضت محمود عن شبابه المسجون منذ عام 1996.

شق محمود طريقه إلى النور رغما عن أنف منظومة الاحتلال التي ضخمت نفسها حتى وصلت السماء إلى أن هوت على يد 6 أسرى خرقوها من تحت الارض.

لقد كان محمود عقلا مدبرا للهروب وبقدمه المتدثرة بجرابين بنت شقيقه جال سهول فلسطين ومن بساتينها أكل الفاكهة التي حرم منها 22 عاما.

أحلامه البسيطة التي ظهرت من رسائله بعد أن أعاد الإحتلال اعتقاله وضعت كل شخص منا أمام حقيقة لا نجهلها بل نحاول تناسيها، بأن حياتنا اليومية تحت السماء من دون قضبان أمنية لأي أسير لا يعلم متي سيخرج الى النور مجددا.

الموسوعة الثقافية كما يراه رفاقه الأسرى، ألف عددا من الكتب والروايات التي لازالت حبيسة الجدران كما جسده.

لقد عاد محمود الى السجن مجددا ولكنه غير مكترث، لقد عاد ولا زالت رائحة الزعتر البريّ متشبثة بثنايا جسده الذي تعشّق بالتراب الطيب، وعلى الرغم من أنه لم يعانق والدته ولم يعطها العسل الذي حمله على طول رحلة الحرية، إلا أنه فرح بحريته القصيرة ويعيش على حالة الفخر التي تركها في قلوبنا جميعا ورفاقه الخمسة.

شق محمود ورفاقه الأرض من تحت جيش الاحتلال وخرج، ولكنهم اعتقلوه صدفة، ولعلك يا محمود على موعد قريب مع حضن والدتك التي لايزال صدى كلماتها عالقا بأذهاننا جميعا.

آخر الأخبار

أحدث البرامج