في جوف المرأة الحامل ينبض قلبان ولديها عالمان، لكن العالم في الداخل مختلف أنه محفوف بالغموض والقلق لتسعة أشهر والكثير من شوق اللقاء وعندما ينبثق النور وتعم الفرحة والسرور قد ينغصها القدر وأي قدر عندما يخرج الجنين بنوع من اضطرابات النمو والتطور العصبي التي سنتحدث عنها في هذه المقالة على لسان الدكتور مطيع الأشهب استشاري أمراض أعصاب الأطفال.
يقول الدكتور الأشهب أن اضرابات التطور العصبي عبارة عن حالات عصبية يمكن أن تؤثر في اكتساب المهارات والمعلومات أو الاحتفاظ بها أو ممارستها كمشاكل الانتباه والذاكرة و الادراك و المهارات اللغوية ومهارات حل المشكلات و التفاعل الاجتماعي ويمكن لهذه الاضرابات ان تكون خفيفة ويمكن السيطرة عليها بسهولة بواسطة المعالجات السلوكية والتعليمية أو تكون أكثر شدة وتحتاج مزيدا من الدعم والمعالجة .
أهم الأسباب التي تسبب اضرابات التطور والنمو العصبي
يشير الدكتور الأشهب خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين أن هناك أسباب لها علاقة بالجينات والوراثة بسبب زواج الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية والتي تؤدي الى زيادة نسبة حصول أمراض لها علاقة بالاضرابات الجينية كحصول طفرة في جين معين له علاقة في مرض في الأعصاب والغدد والجهاز الهضمي أو أسباب مكتسبة غير وراثية مثل سوء التغدية وفقر الحديد وحساسية القمح والتهابات متكررة تسبب في تقليل مناعة الطفل وحدوث خلل في الغدد.
فحوصات يجب إجرائها خلال الحمل للأم والجنين
يقول الدكتور الأشهب أنه من بداية الحمل يتوجب على الحامل المتابعة عند الدكتور المتخصص لعمل فحص الأعضاء وهو من أهم الفحوصات الي يجب اجرائها .
الفحوصات المخبرية أهمها فحص الدم ومخزون الحديد والأملاح ووظائف الكبد والكلى والبروتينات وبعض الغدد الأساسية مثل الغدد الدرقية وإجراء صور تلفزيونية للرحم وفي بعض الحالات يتم فحص الحواس منها النظر والسمع ومتبعة تطور الطفل كالوزن ومحيط الرأس أو المشاكل في الجهاز الهضمي أو الغدد و الجينات الوراثية التي ينتج عنها التأخير في اكتساب الوزن والطول وصغر جحم الراس وكبره.
الرضاعة واضطرابات التطور والنمو
يجب إعطاء إرشادات للأم التي لديها طفل يعاني من اضطرابات النمو عن آلية الرضاعة بعد الولادة ومتابعة الوزن وإعطاء الطعومات لعمر الشهرين و 6 شهور وتسجيلها على الكتيب الخاص بالتطعيم مثل الوزن والطول ومحيط الرأس ومتابعة تغذية الأم تغذية سليمة وتوفير البيئة المحيطة الجيدة لتكون نفسية الأم مرتاحة وبوضع صحي ممتاز فحليب الأم هو الغذاء المثالي للطفل وهو مصمم ليوفر له جميع العناصر الغذائية من أجل نمو صحي.
يبدأ تطور الجنين من بداية الحمل لسن البلوغ
يجب على الأهل ملاحظة التطور الحركي للطفل كالجلوس والحبي والمشي والركض وتطور الحركات الدقيقة من عمر 6 شهور لعمر سنتين.
التطور اللغوي والاجتماعي كالتكلم وتكوين الجمل والتواصل والتفاعل البصري والتأكد من سلامة الحواس الأساسية مثل السمع والنظر.
وفي عمر سنتين إلى ثلاث سنوات تتكون مراحل النمو الأساسية للطفل ويجب ملاحظته ففي عمر 6 شهور يجب أن يستطيع الطفل الجلوس مع مساعدة و في عمر 8 شهور الى 9 شهور يستطيع الجلوس وحده دون مساعدة وعلى عمر السنة يستطيع الوقوف وبعد عمر السنة يستطيع المشي ويجب زيارة الطبيب عد تأخر الطفل عن الجلوس بعد عمر 9 شهور أو المشي بعد عمر السنة ويجب على الام والاب ملاحظة حاسة البصر واللغة كما على الأهل مراقبة الاسهال المزمن أو الاستفراغ بعد تناول الطعام للطفل.
هل يوجد علاج لاضطرابات التطور والنمو وماذا عن العلاج المبكر
إذا كانت الاضطرابات لها علاقة بنقص “أنزيم” معين أو بسبب الحساسية من نوع طعام معين أو الحليب البقري أو القمح يمكن علاج ذلك ، ولكن اذا كان الإضطراب جيني فمن الصعب علاجها والسيطرة عليها ولكن يمكن مساعدة الطفل من خلال أخصائيين و مراكز متخصصة لتطور الطفل وفقا لحالته الصحية و الأعراض التي تظهر عليه .
