Search
Close this search box.

مركز أبحاث منظمة التحرير يفتتح مؤتمره السنوي بعنوان “تاريخ وآثار فلسطين”

مركز أبحاث منظمة التحرير يفتتح مؤتمره السنوي بعنوان "تاريخ وآثار فلسطين"

اشتية: 35 باحثاً فلسطينياً شاركوا على مدار عام كامل في توثيق تاريخ فلسطين

انطلقت في مدينة رام الله اليوم السبت، فعاليات المؤتمر السنوي لمركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعنوان: “تاريخ وآثار فلسطين”، تحت رعاية الرئيس محمود عباس.

وقال رئيس الوزراء محمد اشتية، في كلمة، نيابة عن الرئيس محمود عباس، في افتتاح أعمال المؤتمر، الذي حضره أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وعدد من الوزراء والسفراء، واكاديميون وباحثون، إن 35 باحثًا فلسطينيًا شاركوا على مدار عام كامل في توثيق تاريخ فلسطين.

وأضاف اشتية أن الهدف من التوثيق حفظ ذاكرة المكان، ونشر الوعي ومعرفة الحقائق في مواجهة الآخر وفضح ما يقوم به من تزوير روايتنا، بعد أن دمرت اسرائيل 521 قرية وبلدة، وشردت 950 ألف مواطن عام 1948.

وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى الوصول لنظرة نقدية لتاريخ فلسطين، وأن تكون هناك رواية منسجمة متناغمة عن تاريخ فلسطين، نبين من خلالها الحقيقة، مشيرا إلى أنه سيتم عقد مؤتمرات مماثلة في أوروبا والولايات المتحدة.

وأضاف: أن دولة فلسطين أصبحت عضوًا في اليونسكو، وسجلنا العديد من المواقع التاريخية لدى المنظمة، وتم توقيع اتفاقية لاهاي لحماية التراث الثقافي واتفاقية التراث العالمي، وتم إصدار قانون حفظ التراث، وكل ذلك للدفاع عن الرواية الفلسطينية، وتعزيزًا لها في مواجهة رواية الآخر.

وتحدث رئيس الوزراء عن جرائم وانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا، مشيرا إلى أن الاعتداءات تشمل الأرض والجغرافيا عبر الاستيطان، والانسان والديمغرافيا بالقتل والاعتقال والتشريد، وهدم البيوت، وحرب المال والخصومات المتعلقة بمخصصات الأسرى وأبناء الشهداء، إضافة لحرب الرواية وتزوير تاريخنا والاستناد الى روايات أقرب الى الأساطير منها الى حقائق التاريخ.

وشدد على أهمية إعادة كتابة تاريخ فلسطين المعاصر، في ظل ما يتعرض له هذا التاريخ من تحريف ومحاولات تشويه، وترويج لرواية إسرائيلية مزيفة على حساب الرواية الفلسطينية، ومحاولة شرعنة الرواية الإسرائيلية من خلال سن قوانين عنصرية كقانون قانون القومية.

بدوره، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الأكاديمي والباحث في علم الآثار والتراث الثقافي حمدان طه، إن المؤتمر يعرض على مدار يومين نتائج الأبحاث حول تاريخ فلسطين من بداية العصر الحجري القديم حتى الوقت الحاضر، بدءًا من حضارة ما قبل التاريخ، مرورًا بمرحلة الاستقرار والتمدن، والمراحل التاريخية، الى جانب التسمية والجغرافية التاريخية وتطور الكتابة.

وبين أنه يشارك بالمؤتمر 35 باحثًا يمثلون عددًا كبيرًا من المؤسسات والجامعات الفلسطينية والتي تشكل أساسا لمقدمة حول تاريخ وآثار فلسطين انتهجت مبدأ التأليف الجماعي، وتخضع جميع الأبحاث للمراجعة والتحرير من قبل لجنة علمية.

وأشار طه الى أن هذه المقدمة الجامعة تهدف الى كتابة الرواية التاريخية بموضوعية شاملة استنادًا الى المصادر التاريخية واللغوية، ونتائج التنقيبات الأثرية والدلالات اللغوية، والأنثروبولوجية، وذاكرة المكان والتاريخ الشفوي، والآثار المجتمعية، وتسعى الى تحرير الرواية التاريخية من الإرث الاستعماري الذي علق بها، وبمجابهة الرواية الصهيونية المتحيزة التي استندت الى التوراة، وأسهمت في وأد التاريخ الفلسطيني، وهي موجهة لمستوى طلبة الجامعات والباحثين والمهتمين بتاريخ فلسطين، وتسعى الى تعميم الدور المحلي في كتابة التاريخ.

وقال: إن العمل يرتكز على الدراسات والمراجعات النقدية لأجيال من الباحثين والمؤرخين الفلسطينيين، وللدراسات النقدية لعدد كبير من العلماء الذين شاركوا في إعادة تقييم الرواية التوراتية، معتبرا أن المشروع ينطلق من اعتبار التاريخ الحضاري الفلسطيني متكاملا، ويقر بوحدة فلسطين الحضارية رغم التغيرات التي طرأت على الحدود عبر تاريخها الطويل، وعن الطبيعة التكاملية للشعب الفلسطيني وتنوعه الثقافي والديني، وتشمل كافة الثقافات والأقوام والديانات والعقائد التي نشأت على هذه الأرض، ويشمل تسجيل الأسماء التاريخية والجغرافية، وحفظ ذاكرة المكان.

وأوضح أن المشروع يمهد في مرحلته المقبلة الى انتاج سلسلة مجلات حول تاريخ فلسطين الحضاري باللغتين العربية والانجليزية بمشاركة دولية، وانتاج تطبيقات عملية للأبحاث التاريخية في الجامعات، الى جانب الاعلام والمعلومات السياحية والمعلومات العامة، داعيًا كل الباحثين في الداخل والخارج للمشاركة في هذا الجهد.

ويناقش المؤتمر في يومه الأول أربعة محاور، وهي: مداخل لدراسة تاريخ فلسطين، ومرحلة ما قبل التاريخ، ومرحلة التمدن “العصر البرونزي والعصر الحديدي”، ومرحلة ظهور الكيانات المركزية.

وفي اليوم الثاني يناقش المؤتمر خمسة محاور، وهي: فلسطين في عصر الامبرراطوريات، والفترة العربية الإسلامية، والعصور الوسطى والفترة العثمانية، وقضايا التاريخ المعاصر، واتجاهات جديدة لدراسة تاريخ فلسطين.

ويأتي مؤتمر “تاريخ وأثار فلسطين، مراجعة نقدية”، في إطار مشروع كتابة تاريخ فلسطين، لعرض نتائج الأبحاث حول تاريخ فلسطين من بداية العصر الحجري حتى الوقت الحاضر وهو مشروع بحثي علمي متعدد الأبعاد وقاطع للتخصصات ينطلق من تعميق الدور المحلي المغيب في كتابة تاريخ فلسطين.

ويهدف البحث إلى كتابة رواية تاريخية موضوعية شاملة بالاستناد إلى المصادر التاريخية واللغوية ونتائج التنقيبات الأثرية والدلائل اللغوية والأنثروبولوجية وذاكرة المكان والتاريخ الشفوي والآثار المجتمعية، إضافة إلى تحرير الرواية التاريخية من الإرث الاستعماري الذي علق بها ومجابهة الرواية الحصرية الصهيونية المتحيرة التي استندت إلى التوراة، والتي أسهمت في وأد التاريخ الفلسطيني على حد قول العالم البريطاني كيت ويتلام.

وعلى مدار السنة الماضية عمل فريق من المؤرخين وعلماء الآثار على إنتاج مادة “مقدمة في تاريخ وآثار فلسطين، والتي تضع أساسا منهجيا ومعرفيا لكتابة تاريخ فلسطين بشكل موسع في المرحلة القادمة، ويرتكز العمل على الدراسات والمراجعات النقدية لدراسات ما بعد الاستعمار لإدوارد سعيد وتوماس تومبسون وإيلان بابيه وآخرين.

وينطلق المشروع من اعتبار التاريخ الحضاري الفلسطيني كلا متكاملا ويقر بوحدة فلسطين الحضارية رغم التغيرات التي طرأت على الحدود عبر تاريخها الطويل، كما يؤكد الطبيعة التكاملية للشعب الفلسطيني وتنوع الثقافي والديني وتشمل كافة الثقافات والأقوام والديانات والمعتقدات والمجموعات والأصوات التي نشأت وتبلورت على هذه الأرض ويشمل المشروع تسجيل الأسماء التاريخية والجغرافية وحفظ ذاكرة المكان.

ويهدف المشروع في مرحلته القادمة إلى إنتاج سلسلة مجلدات حول تاريخ فلسطين الحضاري باللغتين العربية والإنجليزية، وإنتاج تطبيقات عملية للأبحاث التاريخية في المناهج للمدارس والجامعات إلى جانب الإعلام والمعلومات السياحية والمعلومات العامة، ويهدف المؤتمر إلى عرض ونقاش نتائج الأبحاث والدراسات المقدمة في كتاب بعنوان مقدمة في تاريخ وأثار فلسطين.

آخر الأخبار

أحدث البرامج