Search
Close this search box.

أبو جمال الزين يروي حكاية نكبة مر على الاحتفاظ بمفاتيح بيوتها 74 عاما

3643f4f1-1e4c-401d-980a-43bf34e73683

بقلم: مجدولين زكارنة

كل المارة في المكان متعجلين إلا أبو جمال كان في زمان آخر غير هذا برفقة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي يشدو بصوته عبر مذياع عمره أكثر من 50 عاما لازال حسن الزين “أبو جمال ” يحتفظ به رغم قدمه.

حسن الزين من مواليد اللد عام 1936 و ابن لعائلة كانت مشهورة بـ”الحلونجي” قبل أن تمرر النكبة حلاوتها.

هاجر الزين وعائلته من اللد الى رام الله وسكنوا في خيمة لمدة عام وهم على يقين أنهم سيعودون الى بيتهم في اللد بعد أيام ويقول أبو جمال:” ظننا اننا سنعود بعد أيام الى بيتنا في اللد وكنا كل يوم نعد أنفسنا بذلك وبعد عام أيقننا أننا يجب أن نغادر الخيمة وعرفنا إنو الشغلة مطولة”.

عاد أبو جمال ووالده وأخوه الى العمل في صنع الحلوى، ويذكر أبو جمال أيام شهرة والده الحلونجي ويقول:” كان والدي يبيع في ساعتين فقط “سدرين هريسة” بالكامل”.

عندما توفي والد أبو جمال الذي كان من أشهر الحلونجية في ذلك الحين قرر أبو جمال شراء دكان فالعمل في صنع الحلوى يحتاج الى أيدي عاملة تملك مهارة عالية افتقدها أبو جمال بعد وفاة والده وأخية وسفر اثنان آخران من إخوته فعزف عن هذه الصنعة لكنه لازال يحتفظ بالأطباق النحاسية التي كان يستخدمها والده يوميا في صنع الحلوى.

ويقول أبو جمال 85 عاما:” توفي والدي وأخي وسافر الآخرين إلى الخارج فتركت مهنة الحلونجي لأنها تحتاج إلى لمة وعدد وقررت أن استأجر دكانا… دفعت 700 دينار خلو للدكان عام 1952 ولا زالت هنا منذ ذلك الحين”.

منذ 70 عاما وأبو جمال في دكانه ليس لحاجة الى المال كما يقول انما لأجل التسلية وتضييع الوقت ويقول:” أصلي الفجر وأتوجه الى دكاني .. في فصل الصيف أبقى هنا حتى منتصف الليل فموقع دكاني ممتاز فهي على دوار المنارة والحركة جيدة هنا”.

يبيع أبو جمال في دكانه الكثير من أنواع الشوكولاتة والمسليات ويساعده في العمل أحفاده بعد انتهاء دوامهم المدرسي.

لم يغلق أبو جمال دكانه أبدا في أي ظرف سياسي ويقول:” كانت اسرائيل تمنع التجول وانا أطلع من البيت وأفتح دكاني .. أنا بحبوح وبجامل الناس وبحبوني وبحبوا يتعاملوا معي،حاول مالك المحل أن يخرجني منه وأنا رفضت.. أحب هذا المكان ولا أريد الخروج منه أبدا”.

يستذكر أبو جمال رام الله في الخمسينيات من القرن الماضي عندما كانت قاحلة من البشر والبنايات تقريبا ويقول:” كانت الشمس تختفي من كتر ما في شجر بشارع الارسال ودوار المنارة كان في 20 محل “عقود مصلبة” وكنا نشوف قبة الصخرة من عند مقبرة المسيحية في الماصيون.. الحال اتغير للأسوأ بس إن خليت خربت”.

لا زال أبو جمال يحتفظ بـ”عصارة” برتقال قديمة عمرها يتجاوز الـ 55 عاما تذكره بأرض تفوح منها رائحة البرتقال إنها يافا جارة اللد التي ورغم السنين لا زالت تعيش بداخله تظهر في لمعة عيونه كلما تحدث عنها.

تحدث أبو جمال فالتأم شمل اللد ورام الله معا رغم كل محاولات الإبعاد.

آخر الأخبار

أحدث البرامج