Search
Close this search box.

“الخاصرة الرخوة”

الدبيك.jpg-4c3ebee8-b676-44db-a3a7-bfc785a16afb

وفا- زهران معالي

تشير صور المباني المهدمة بفعل الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، وأدى إلى مقتل أكثر من 46 ألف شخص، إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتعرض مبانٍ للانهيار بشكل كامل، كان لاعتمادها على نمط الطابق الرخو أو الضعيف بالبناء، وفق مختصين.

ويوضح مدير مركز التخطيط الحضري وإدارة الكوارث بجامعة النجاح الوطنية جلال الدبيك في حديث لـ”وفا”، أن الطابق الرخو هو أن يكون أحد أو بعض طوابق المبنى مكونة من أعمدة فقط، فيما تتكون بقية الطوابق من أعمدة وجدران.

وحول ما يتعلق بالمباني في فلسطين، يشير الدبيك إلى أن 30% من المباني المكونة من أكثر من طابق تضم طابقا رخوا أو ضعيفا، ما يجعلها معرضة لأضرار مرتفعة في حال حدوث الزلزال، مؤكدا أن نسبة الأضرار في المباني تعتمد على القرب والبعد عن بؤرة الزلزال.

ويتابع: في الوضع الحالي للمباني، نتوقع أن تكون الأضرار مرتفعة وتزداد كلما اقتربت من بؤرة الزلزال في حال حدوثه، لذلك يجب أن تقوم الجهات ذات العلاقة الممثلة بالبلديات بتنظيم حملات تفتيش على المباني، ووضع خطة لتقويتها خاصة التي تضم طابقا رخوا، بالتعاون مع نقابة المهندسين ولجان العمارات.

ويشير الدبيك إلى أنه وفق القانون الفلسطيني، يجب أن تكون المباني مقاومة للزلازل وفق الكود الأردني والذي أُقر عام 2018، وكذلك ضرورة الإشراف الهندسي على تنفيذ المباني وفق ما تم إقراره عام 2020.

ويؤكد أن “جميع المباني التي انهارت في زلزال تركيا وسوريا المدمر، سببها إما أخطاء في البناء أو مشكلة في التربة، ولكن بخصوص المباني والأنماط الخاطئة المستخدمة هناك، فما لا يقل عن 12-17 نمطا لا يفضل استخدامها”.

 ويوضح أن طريقة واحدة كانت السبب في انهيار ما لا يقل عن 60% من المباني بشكل كلي، وهي بناء طابق (رخو) يقف على أعمدة فقط، وهو ما يسمى بـ”الكراج”، وتكون بقية الطوابق متوفرا بها جدران، مؤكدا ضرورة أن يغلق بعض الجدران، وألا يبقى معتمدا على الأعمدة.

وقال الدبيك إنه منذ أكثر من 20 عاما يدعو إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ومعالجة المباني الرخوة بتكلفة بسيطة جدا، عبر إضافة جدران تربيط بشكل متماثل وبطريقة هندسية، ليحمي المباني من انهيار كلي، وحصول تشققات فقط.

ويشير إلى أنه يمكن معالجة ظاهرة الطابق الرخو، من خلال تدعيم هذا الطابق باستخدام عدد من الجدران الحاملة المسلحة (أو إطارات معدنية مكتفة (Bracing steel elements/frames بين الأعمدة القائمة وبشكل متماثل، مع إعطاء الأولوية لوضع هذه الجدران أو العناصر المعدنية في أطراف المبنى (الواجهات الخارجية)، وجزء من هذه الجدران أو العناصر المعدنية يمكن أن يوضع داخل الطابق الرخو كجدران داخلية، بحيث نحافظ على الهدف من وجود هذا الطابق (أو الطوابق)، ويبقى مستخدماً حسب رخصة البناء، مثلاً أن يكون موقفا للسيارات أو مخزنا تجاريا.

وينوه الدبيك إلى أن تربيط الطابق الرخو وتقويته وإغلاقه جزئياً يؤدي بالتأكيد إذا تم ذلك بأسلوب هندسي إلى تجنب الانهيار الكلي للمبنى، ويمكن فقط أن يتعرض المبنى “لا سمح الله” في حالة حدوث زلازل قوية، إلى أضرار خفيفة أو متوسطة، حسب طبيعة الأخطاء أو الأنماط الأخرى الموجودة في المبنى، والتي قد تتطلب معالجتها وقتا وجهدا وتكلفة كبيرة.

ويؤكد أن العديد من المباني القديمة وبعض المباني الحديثة، لا تلبي متطلبات الحد الأدنى لمقاومة الزلازل، ما يجعل قابلية التضرر عالية فيها، منوها إلى أنه ما بين ربع إلى ثلث المباني ذات الطابق الرخو قابلية التضرر عالية فيها، وربعها إلى ثلثها متوسطة، وقرابة 40-50 معقولة.

وشدد على أن هذه أرقام غير بسيطة، وتحتاج إلى التزام لمنع تكرار الأخطاء التي حدثت في المباني، وضرورة تشديد الإجراءات من البلديات والمؤسسات ونقابة المهندسين، وعدم السماح بهذا النوع من المباني الذي يعتمد نمط الطابق الرخو، نظرا لخطورته.

آخر الأخبار

أحدث البرامج