Search
Close this search box.

هل سمعتم عن العسل المر؟ إنه نوع نادر وفوائده مدهشة

f3e1d4f9-bdeb-4b33-b927-5e117572ce15

الإزهار الخريفي لشجرة الفراولة في جزيرة سردينيا الإيطالية ينتج عسلا مرا منذ أكثر من 2000 عام، أسمه عسل “كوربيزولو”.

العسل  النادر للغاية والموجود في جبال جزيرة سردينيا الإيطالية، مر بشكل مدهش.

طعمه مزيج من نكهات مميزة ” الجلد وعرق السوس والدخان”.

يقيم النحالون الرحل خلايا النحل في المنطقة لجمع هذا العلاج العطري – المشتق من أزهار شجرة الفراولة البرية البيضاء التي تشبه شكل الجرس.

 عسل كوربيزولو المر مليء بالعناصر الغذائية وغني بالفيتامينات والمعادن، ومضاد للالتهابات، وهو الأمر الذي جعله محل تقدير كبير من قبل أجيال بعد أجيال على تلك الجزيرة المعروفة بطول عمر سكانها، والذين يعيش الكثير منهم لأكثر من 100 عام.

يُستخدم عسل كوربيزولو في الطب التقليدي كمحفز للنوم ومهدئ للسعال ومضاد للإسهال، وذلك بفضل خصائصه القابضة والمضادة للالتهابات، ويمكن أيضا أن يُستخدم كمضاد للأورام.

وخلصت دراسة أجراها باحثون في جامعة ماركي التقنية وجامعتي فيغو وغرناطة بإسبانيا عام 2019، ونُشرت في مجلة الأطعمة الوظيفية، إلى أن عسل كوربيزولو يقلل من نمو وانقسام خلايا سرطان القولون المزروعة في المختبر.

وأعطى المؤلف وعالم الطبيعة والفيلسوف الروماني بلينيوس الأكبر، الشجيرة البرية اسمها النباتي ” أربوتوس أونيدو”. ومن الواضح أن بلينيوس الأكبر لم يكن من محبي الفاكهة الحامضة، لذلك أطلق عليها التعبير اللاتيني “أونوم إيدو” الذي يعني “سأتناول واحدة فقط”.

وكان إنتاج عسل كوربيزولو راسخا في الجزيرة بحلول العصور الوسطى. وفرضت إليانور، قاضية بلدة أربوريا، (1347-1404 م)، والتي كانت واحدة من أقوى القضاة في ذلك العصر، غرامات باهظة، وفي أسوأ السيناريوهات أمرت ببتر الأذن، على من يسرق خلايا عسل كوربيزولو، في مدونتها القانونية “كارتا دي لوغو”، والتي كتبتها بلغة سردينيا عام 1392.

تنمو شجرة الفراولة البرية في جميع أنحاء حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الغربية وحتى أيرلندا، على الرغم من أن جزيرة سردينيا تحمل الرقم القياسي في إنتاج عسل كوربيزولو.

تنضج ثمار كوربيزولو ببطء، وتغير لونها عدة مرات أثناء العملية، من الأصفر إلى البرتقالي إلى الأحمر الناضج. لكن الزهور البيضاء الحلوة للشجيرة – التي تتفتح خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر /كانون الأول – هي التي يُلقحها النحل ويتحول رحيقها إلى عسل ذي نكهة غير عادية.

تتكشف بتلات الزهور ببطء، في عملية حساسة بشكل غريب يمكن لهطول الأمطار الغزيرة إيقافها بسهولة. ونظرا لأن الإزهار يحدث في أواخر فصل الخريف عندما يكون الطقس باردا وممطرا وعاصفا، فإن النحل يعاني أحيانا حتى يخرج من خلاياه لجمع الرحيق الثمين.

تنتج الأزهار التي تشبه شكل الجرس حوالي نصف كمية الرحيق التي تنتجها الأزهار الأخرى، لذلك يتعين على النحل بذل جهد إضافي لجمع ما يكفي. وهذه العوامل الرئيسية الثلاثة تجعل عسل كوربيزولو ثمينا للغاية، لدرجة يصعب معها العثور عليه خارج جزيرة سردينيا.

ولا يعرف أحد بالضبط ما الذي يعطي هذا العسل طعمه المر، على الرغم من أن البعض يعتقد أن السبب في ذلك هو وجود أربوتين غليكوسيد (جزيء يتحد مع السكريات في النباتات) في رحيق أزهار شجرة الفراولة.

 تعد إيطاليا موطنا مسجلا لسقاة العسل، الذين تدربوا في السجل الوطني لخبراء تحليل العسل، والذي يوجد مقره في بولونيا.

وبالإضافة إلى مرارته، يضم عسل كوربيزولو مكونات حادة من الخل البلسمي، وعصارة شجرة الصنوبر، والجلد، وعرق السوس، والقهوة، وتكون رائحته النهائية دخانية بعض الشيء. وغالبا ما يُضاف إلى القهوة لتعزيز النكهة المرة للشراب.

وتقول ليتيتيا كلارك، مؤلفة كتاب “العسل المر: قصص ووصفات من سردينيا”: “عسل كوربيزولو منتج رائع وفريد من نوعه، وجزء لا يتجزأ من ثقافة الطعام في سردينيا يستحق البحث عنه.

آخر الأخبار

أحدث البرامج