Search
Close this search box.

الشهيد المنقذ

الشهيد شامح

نابلس 27-2-2023 وفا- بسام أبو الرب

لم يمض على عودة الشهيد سامح حمد لله محمود أقطش (37 عاما)، من تركيا إلى قرية زعترة جنوب نابلس، خمسة أيام، عقب تطوعه لمساعدة المنكوبين من الزلزال المدمر الذي ضربها، بداية شباط/ فبراير الجاري.

أمس، هاجم عشرات المستوطنين قرية زعترة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 63 نسمة، حسب التعداد العام للسكان عام 2017، الواقعة على الطريق بين رام والله ونابلس، وتصدى لهم الأهالي، إلا أن قوات الاحتلال تدخلت، وأطلقت النار بشكل كثيف، الأمر الذي أدى إلى إصابة المواطن سامح أقطش (37 عاما) برصاصة متفجرة في البطن، ليعلن عن استشهاده لاحقا.

لم يسعف الوقت طواقم الاسعاف لإنقاذ الشهيد أقطش، الذي اعتاد على إنقاذ الناس، كونه أحد المتطوعين في فريق الدفع الرباعي، الذين ينقذون العالقين، خاصة في المنخفضات الجوية، وتساقط الثلوج.

“قبل إصابته بلحظات حاول بعض الشبان ارجاعه في ظل كثافة الرصاص الذي أطلقته قوات الاحتلال، إلا أنه أصر على البقاء، قائلا: ما ظل اشي الواحد يرجعلوا”، حسب ما أفاد به ابن عمه أيمن أقطش.

ويروي أقطش تفاصيل استشهاد ابن عمه سامح، فيقول: “هاجم عدد من المستوطنين القرية الصغيرة وهي قريبة من حاجز زعترة، ولم نكن سوى 15 شابا، وهُرعنا لمساعدة أهالي بلدة بيتا للتصدي لهم، ولكن سرعان ما تدخلت قوات الاحتلال وباشرت بإطلاق النار بشكل جنوني، حتى أصيب ابن عمي سامح برصاصة في البطن”.

ويضيف: “كنت بجانبه عندما أصيب بالرصاص وأخذ يردد الشهادتين، لم نستطع إنقاذه كون الرصاصة من النوع المتفجر”.

ويتابع أقطش: “الشهيد كان لديه مصنع لمدافئ الحطب، وينشغل كثيرا في موسم الشتاء، وكان يحب الحياة، ويهوى الخروج إلى الجبال، ومساعدة الآخرين، فقبل سفره إلى تركيا لإغاثة المنكوبين من أضرار الزلزال المدمر، جمع مبلغا من المال ليتبرع به للمحتاجين”.

وأكمل: “الشهيد كان يتحدث عن هول الأحداث التي ألمت بالأتراك، وكيف كانت الأجواء الباردة التي صاحبت الزلزال”.

الشهيد أقطش أب لولدين وثلاث بنات، كتب وصيته في عام 2014 التي قال فيها: “أرجو أن تكفنوني في ثياب الإحرام، لعل الله يغفر لي، وأن تجلسوا عند قبري، وأن أكون فارقت الحياة، وليس لأحد عندي حق، والتكفل بديني قبل دفني”.

وكانت ليلة أمس شهدت هجوما همجيا لعشرات المستوطنين على بلدات وقرى حوارة وبورين وزعترة وعصيرة القبلية، واعتداءات غير مسبوقة، من إحراق للمنازل واستهدافها، والاعتداء على المواطنين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المواطن أقطش، وإصابة أكثر من 100 آخرين، بينهم 4 بجروح، إضافة إلى نحو 300 اعتداء، حسب ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس.

ـــ

ب.ر/س.ك

آخر الأخبار

أحدث البرامج